![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() كيف ترتبط مغفرة الله بمفهوم النعمة في صميم إيماننا تكمن حقيقة قوية - أن غفران الله ونعمته مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، وهما وجهان لعملة واحدة من الحب الإلهي. لفهم هذه العلاقة، يجب أن ندرك أولاً أننا جميعًا خطاة بحاجة إلى رحمة الله. وكما يذكّرنا القديس بولس: "الجميع أخطأوا وأخطأوا وأخطأوا إلى مجد الله" (رومية 3: 23). إن غفران الله ليس مجرد إلغاء دين أو التغاضي عن إثم. إنها فيض من محبته اللامتناهية، محبة تسعى إلى إصلاحنا وشفائنا. هذا الغفران يتدفق من نبع نعمة الله - فضله ومحبته لنا بلا استحقاق. النعمة هي هبة مجانية من حياة الله في داخلنا، تمكننا من الاستجابة لمحبته والعيش كأبناء له. عندما نتحدث عن غفران الله، فإننا نتحدث عن فعل نعمة. إنها ليست شيئًا نكسبه أو نستحقه، بل هي هبة تُعطى مجانًا. وكما يعلن كاتب المزامير: "كَمَا بَعُدَ الْمَشْرِقُ عَنِ الْمَغْرِبِ كَذَلِكَ بَعُدَ عَنَّا ذُنُوبَنَا" (مزمور 103: 12). لقد أصبح هذا الغفران ممكنًا من خلال تضحية يسوع المسيح على الصليب، وهو التعبير النهائي عن نعمة الله تجاه البشرية. النعمة تسبق المغفرة، وتخلق شروطها، وتتبعها. النعمة هي التي تحرّك قلوبنا إلى التوبة، وتسمح لنا بالاعتراف بحاجتنا إلى الغفران. النعمة هي التي تمكّننا من قبول غفران الله ومسامحة الآخرين بدورنا. والنعمة هي التي تمكننا من أن نحيا حياة جديدة تتحول بخبرة الغفران. تذكّروا أن غفران الله ليس حدثًا لمرة واحدة، بل هو حقيقة مستمرة في حياتنا. في كل مرة نقترب فيها من سرّ المصالحة، نواجه من جديد محبة الله الرحيمة هذه. نحن مدعوون للعيش في هذه النعمة والسماح لها بأن تتخلل كل جانب من جوانب حياتنا. دعونا لا ننسى أبدًا أن غفران الله متاح لنا دائمًا، مهما ضللنا. وكما قلت مرارًا، الله لا يملّ أبدًا من مسامحتنا؛ نحن الذين نملّ من طلب المغفرة. دعونا نتحلى بالشجاعة للعودة إليه مرارًا وتكرارًا، لنختبر قوة غفرانه المحررة وحقيقة نعمته المحولة.. |
![]() |
|