![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() هذه هي عظمتك في لَّذَّاتِك: قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. قُلْتُ إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بسعفها العال. وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ، وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ. وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ، تسوغ بلذة لِحَبِيبِي وتسيل عَلَى شفتي وأسناني" [6-9]. في ختام وصفه لها يُناجيها: ما أجملك؟! ما أحلاك؟!، حسب النص الأصلي: "كم صرتِ جميلة؟!" فقد انسكب جمال العريس عليها، بسكناه في داخلها صارت لها عذوبة خاصة! امتزج بثمرها الذي يطلبه الرب ويجده فيها. لقد تطلع إلى قامتها فوجدها شبيهة بالنخلة وثدييها بالعناقيد. هوذا قد ظهرت قامة الكنيسة، إنها كالنخلة تمتاز بطولها واستقامتها... لقد ارتفعت لتبلغ ملء قامة المسيح (أف 4: 13). وكما يقول المرتل: "الصديق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو" (مز 92: 12). لهذا رمز للسبعين رسولًا بسبعين نخلة (خر 15: 27، عد 33: 9)، كما زين بيت الله بالنخيل (1 مل 6: 29، أي 3: 5، خر 40: 22، 41: 18)، وفي الأبدية يحمل المؤمنون سعف النخيل علامة النصرة (رؤ 7). النخلة بجذورها الخفية العميقة تلتقي بينابيع المياه الحية، وهي تقدم ثمرها ظاهرًا ونافعًا لكثيرين خاصة في المناطق المقفرة... ويستخدم سعفها في استقبال الملوك يلوحون بها علامة الغلبة والنصرة. وكأن العريس السماوي يرى في كنيسته - خلال تشبيهها بالنخلة- الاتحاد الخفي العميق معه، والثمار المقدمة للعالم الجائع، والحياة الملوكية المنتصرة الغالبة! يفرح العريس بعروسه المثمرة، فيصعد إلى النخلة ليجني ثمارها. إنه لم يرسل أحد الخدم ليجني له الثمر، بل يصعد بنفسه ويقطف الثمار بيديه، هنا يعلن للنفس البشرية كرامتها وعظمتها، فإن كان من أجلها قد نزل إلى العالم ليتحد بها، فالآن هو يصعد عليها... لقد ارتفعت بعد أن كانت ساقطة، وبارتفاعها مع عريسها إلى سمواته تشاركه أمجاده، يرى نفسه صاعدًا على نخلته يقطف ثمارها التي هي في الحقيقة من صنع روحه القدوس! إنه يمسك بسعفها العالي... وكأنه يرى في نصرتها نصرة له، وفي علوها تمجيد لعمله الخلاصي. نحن نمسك بالسعف لأننا بالرب نغلب وننتصر. وهو يمسك بنصرتنا لأنها لحسابه ولمجد اسمه القدوس. أنه يفرح ويبتهج بكل نصرة نبلُغها.! |
![]() |
|