رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ، وَشَعْرُ رَأْسِكِ كالقرمز، الملك قَدْ حجز في الشرفات" [5]. رأس الكنيسة مرتفع كالكرمل، الجبل الذي يرتفع إلى أقل من 2000 قدم، ليس في تشامخ بشري واعتداد مملوء عجرفة، بل في قوة النصرة على محبة العالم وكل عواصفه. والكرمل يعني "أرض الحديقة" أمتاز بالخضرة الكثيفة والثمار الكثيرة والغابات، هكذا لا يظهر رأس الكنيسة فارغًا بل مثمرًا، لا تلهو فيها أية أفكار باطلة، إنما تحمل أعمالًا مجيدة وتقدم ثمارًا تشبع الكثيرين. جبل الكرمل - كان في الحدود الجنوبية لأشير (يش 19: 26) - يحمل إلينا ذكريات مجيدة وفعالة. فهناك وقف إيليا النبي أمام كهنة البعل وكل الشعب يطلب ألاَّ يعرجوا بين الفريقين: فليعبدوا الله أو البعل...! وهناك قُتل كهنة البعل (1 مل 18: 17-40)، هكذا إذ ترتفع الكنيسة نحو السمويات لا تعرف التعريج بين محبة الله ومحبة العالم، إنما تقتل في داخلها كل انحراف نحو الحق، وتقود الكل بالحق. على رأس الكرمل سجد إليليا النبي وخر على الأرض طالبًا من الله أن يعطي مطرًا للأرض (1 مل 18: 42-46)، وفي الكنيسة يتعبد المؤمنون بانسحاق أمام الله لكي يمطر على القلوب الجافة بمياه نعمته حتى تلين بالتوبة وتأتي بالثمر المطلوب... وزار تلميذه أليشع النبي جبل الكرمل (2 مل 2: 25)، حيث التقت به الأرملة لكي يُقيم لها وحيدها من الموت (2 مل 4: 25)... هذه بعض ذكرياتنا على جبل الكرمل الذي شُبهت به رأس الكنيسة المرتفع على أعدائه (مز 27: 6). أما الشعر فقد رأيناه قبلًا يُشير إلى جماعة المؤمنين. أنه كالقرمز، وهو لباس الملوك كما يحمل رمز دم السيد المسيح باتحادنا مع العريس الملك، صارت كل الأعضاء تحمل سمة الملوكية خلال تقديسها بالدم الكريم. أمام هذا المنظر الجميل التقوى يقول العريس: "الملك قَدْ حجز في الشرفات" وكأنه لا يريد أن يتركها. هذا ما أكده المرتل بقوله: "الرب قد أختار صهيون، اشتهاها مسكنًا له: هذه هي راحتي إلى الأبد. ههنا أسكن" (مز 132: 13-14). |
|