![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "لأَنَّ (حُبَّكَ) ثدييك أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ، لِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ..." (نش 1: 2-3). بينما نقول له: "لأن ثدييك أطيب من الخمر"، إذا به يقول لنا: "مَا أَطْيبَ حُبَّكِ (ثدياكِ) يَا أُخْتِي الْعَرُوسُ؟! كَمْ مَحَبَّتُكِ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ!". نحن نُناجيه "ِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ"، أما هو فبقوة يقول: "َكَمْ رَائِحَةُ أَدْهَانِكِ أَطْيَبُ مِنْ كُلِّ الأَطْأيَيب؟ِ!". عجيب هو الرب في نظرته إلينا وفي مدحه إيانا، مع أن ما نحمله من حب إنما هو انعكاس لحبه فينا، وما نحمله من رائحة أطياب إنما هي ثمر أطيابه العاملة فينا! يا للعجب، يعطينا ما له ثم يعود فينسبه لنا ويمتدحنا من أجله ويكافئنا عليه.!! يرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص سمو كنيسة العهد الجديد خلال الرائحة التي تفوح منها إذ هي "أَطْيَبُ مِنْ كُلِّ الأَطْأيَيبِ"، فاقت رائحة كل عبادة قُدمت سابقًا، إذ يقول: [سرّ الحق الذي تحقق خلال رسالة الإنجيل هو وحده حلو بالنسبة لله، ويُحسب أسمى من كل أطايّب الشريعة، فإنه لم يعد مخفيًا وراء رمز أو ظل، بل تفوح رائحته بإعلان للحق واضح ومكشوف. إن كانت إحدى الأطايب السابقة قد أرضت الرب كرائحة ذكية، فسرّ قبولها ليس سمو مادتها أو مظهرها التي استخدمت في أفعال العبادة وإنما المعنى الذي أعلنته خلال هذه الأفعال. هذا واضح من القول العظيم للنبي: "لا آخذ من بيتك ثورًا، ولا من حظائرك أَعْتِدَةً... فإنيّ لا آكل لحم الثيران ولا أشرب دم التيوس" (مز 49: 9، 13)]. أما الآن فلم تعد الذبائح الحيوانية، بل الذبيحة الفريدة التي يشتمها الآب رائحة رضا... خلال هذه الذبيحة يشتم الله كل عبادتنا وكل جهادنا الروحي كرائحة طيبة "أفضل من كل الأطاييب". لهذا ففي وسط مرارتنا بسبب شعورنا بالضعف، يمتدحنا الرب بغير مداهنة ولا رياء، بل يعود ويتكلم عن بركة شركة الآلام معه أو الجهاد من أجله وباسمه في أكثر تفصيل |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صوت الرب إلينا |
فهو الذي تنازل إلينا بحب عجيب ورفعنا نحن الضعفاء |
الرب عجيب |
اصل ربنا نظرته مختلفه نظرته للقلب |
نظرته مختلفه نظرته للقلب |