ما هي هذه الثعالب الصغيرة؟
1. إن أخذنا هذا التحذير موجهًا من السيد المسيح إلى المؤمن أو النفس التي ترتبط بمسيحها فإن هذه الثعالب الصغيرة قد تكون خطايا نحسبها هينة كالكذب الأبيض أو الهزل... وقد تكون أصدقاء ظرفاء أو كتبًا معينة أو مكانًا معينًا... لهذا يليق بنا أن نحفظ كل أبوابنا الداخلية مغلقة تجاه أي ثعلب صغير، ممتنعين عن كل شبه شر (1 تس 5: 22).
ويرى العلامة أوريجانوس أن هذه الثعالب الصغيرة [هي قوى الشياطين المضادة التي تُحطم زهور الفضائل في النفس وتبدد ثمر الإيمان خلال الأفكار الفاسدة والمفاهيم المضللة التي تبثها]. كما يقول أيضًا: [إنه بالتأكيد في لحظة الخطية، يكون روح شرير ما حاضرًا في قلب الإنسان، وهناك يعمل. إننا نسمح له بالدخول ونستقبله في داخلنا بميولنا الشريرة].
وكما يقول القديس مرقس الناسك: [يقدم لنا الشيطان خطايا صغيرة تبدو كأنها تافهة في أعيننا، لأنه بغير هذا لا يقدر أن يقودنا إلى الخطايا العظيمة].
2. إذا أخذنا هذا التحذير موجهًا من السيد المسيح إلى الكنيسة، يقول العلامة أوريجانوس: [فإن هذه الكلمات تظهر موجهة إلى معلمي الكنيسة، فتُطعي لهم الأوامر باقتناص الثعالب المفسدة الكروم. هنا تُفهم الثعالب بكونها المعلمين الذين يروجون التعاليم الهرطوقية، هؤلاء الذين يضللون قلوب البسطاء ويفسدون كرم الرب فلا يأتي بزهر الإيمان الأرثوذكسي مستخدمين حججهم المنمقة. لهذا تعطى الأوامر لمعلمي الكنيسة الجامعة أن يسرعوا إلى انتهار هذه الثعالب ومقاومتها وهي بعد صغيرة ومبتدئة في تعاليمها الفاسدة، وأن يُخضعوا مقاومي كلمة الحق ويأسروهم بإظهار الحق].