من جهة شخصه
فإن الرسول بولس يخبرنا أنه «تعيّن (تبرهن) ابن الله بقوة، من جهة روح القداسة، بالقيامة من الأموات» (رو1: 4). إن ابن الله لا يموت.. إنه القدّوس البار الذي ليس للموت حق عليه على الاطلاق. أما وقد ارتضى أن يأخذ صورة إنسان، ويموت حاملاً خطايانا وبديلاً عنا، فكان لا بد له أن يقوم من الموت «إذ لم يكن ممكنًا أن يُمسَك منه» (أع2: 24).
إن البرهان الأكيد أن المسيح هو ابن الله أنه أقام نفسه من الأموات. إنه العرض المجيد لقدرته الإلهية الفائقة.
لقد تبرهنت عظمته في إقامة لعازر من الأموات بعد أن أنتن، لكن أن يقيم نفسه بعد موته فهذا هو البرهان الأعظم؛ فهو بلاهوته أقام ناسوته الذي مات. لقد تجمّعت كل قوات الجحيم لتعطِّل قيامته، لكنه انتصر وقام، دليلاً لا يقبل الدحض على أنه ابن الله.
ثم أن قيامته من الأموات هي دليل بره وبراءته. لقد صلبوه كمجرم أثيم، لكن الله قد برّأه وبرره إذ أقامه من الأموات. ويقول بطرس لليهود يوم الخمسين «هذا أخذتموه... وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه. الذي أقامه الله ناقضًا أوجاع الموت» (أع2: 23، 24)، ثم يردف قائلاً «فيسوع هذا أقامه الله ونحن شهود لذلك» (ع32). إن الله برهن بوضوح على براءة المسيح وبره، فالشخص الذي رُفض واحتُقر وقٌتل من الناس قد أٌقيم من الأموات بمجد الآب.