منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 01 - 2025, 01:56 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

لكن الآن قد قام المسيح من الأموات




لكن الآن قد قام المسيح من الأموات



كان كابوسًا مخيفًا عَبَرَ على ذهن الرسول بولس وهو يفترض، جدلاً، في الأصحاح الخامس عشر من رسالته الأولى إلى كورنثوس، أن المسيح لم يقُم من الأموات؛ الأمر الذي يترتب عليه انهيار المسيحية من أساسها: باطلة كرازتنا.. باطل إيمانكم.. أنتم بعد في خطاياكم.. الذين رقدوا في المسيح هلكوا.. لكن كما تظهر الشمس ناصعة فتمحو بأشعتها كل السحب والغيوم، يهتف بنغمة الانتصار «ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين» (ع20). نعم، فقيامة المسيح هي حجر الأساس في الإيمان المسيحي وفي البشارة بالإنجيل.
إنها البرهان الأكيد على حقيقة شخصه وعلى كفاية عمله.
أولاً: من جهة شخصه:
فإن الرسول بولس يخبرنا أنه «تعيّن (تبرهن) ابن الله بقوة، من جهة روح القداسة، بالقيامة من الأموات» (رو1: 4). إن ابن الله لا يموت.. إنه القدّوس البار الذي ليس للموت حق عليه على الاطلاق. أما وقد ارتضى أن يأخذ صورة إنسان، ويموت حاملاً خطايانا وبديلاً عنا، فكان لا بد له أن يقوم من الموت «إذ لم يكن ممكنًا أن يُمسَك منه» (أع2: 24). إن البرهان الأكيد أن المسيح هو ابن الله أنه أقام نفسه من الأموات. إنه العرض المجيد لقدرته الإلهية الفائقة. لقد تبرهنت عظمته في إقامة لعازر من الأموات بعد أن أنتن، لكن أن يقيم نفسه بعد موته فهذا هو البرهان الأعظم؛ فهو بلاهوته أقام ناسوته الذي مات. لقد تجمّعت كل قوات الجحيم لتعطِّل قيامته، لكنه انتصر وقام، دليلاً لا يقبل الدحض على أنه ابن الله.
ثم أن قيامته من الأموات هي دليل بره وبراءته. لقد صلبوه كمجرم أثيم، لكن الله قد برّأه وبرره إذ أقامه من الأموات. ويقول بطرس لليهود يوم الخمسين «هذا أخذتموه... وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه. الذي أقامه الله ناقضًا أوجاع الموت» (أع2: 23، 24)، ثم يردف قائلاً «فيسوع هذا أقامه الله ونحن شهود لذلك» (ع32). إن الله برهن بوضوح على براءة المسيح وبره، فالشخص الذي رُفض واحتُقر وقٌتل من الناس قد أٌقيم من الأموات بمجد الآب.
ثانيًا: كفاية عمله
إن قيامة المسيح هي البرهان الأكيد على كفاية عمله، فقد مات المسيح نائبًا عني، حاملاً خطاياي، ووفاءً لدينٍ كان مُستحَقًا عليَّ؛ فما هو الدليل على أن الله قد قبل ذبيحته وارتضى نيابته، واسترد دينه كاملاً؟ إن الدليل هو قيامة المسيح، لقد «أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا» (رو4: 25). لو أن خطية واحدة بقيت على المسيح لما قام من الموت، لكن إن كان بديلي المبارك قد سقطت عنه قوة الحكم المختص بجريمتي، وأُخلى سبيله بالقيامة من الأموات؛ فأنا قد ُبِّرئتُ فعلاً وصرت حرًا طليقًا. إن قيامة المسيح هي بمثابة الإعلان الإلهي بالعفو الشامل عن كل من يؤمن بموته. إن برّ الله الذي أوقع عليه دينونة خطايانا أولاً تطلّب الآن عدم بقائه في القبر. هذا هو البرهان للعالم، ولنا، أن الله قد قَبِل عمله النيابي واكتفى به.
ثالثًا: قيامة المسيح هي عربون قيامتنا
يهتف الرسول بولس بصيحة النُصرة «الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين... لأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيحيا الجميع، ولكن كل واحد في رتبته. المسيح باكورة، ثم الذين للمسيح في مجيئه» (1كو15: 20-23). واليهودي التقي يعرف تمامًا معنى الباكورة. إنها حزمة أول الحصاد، يأتي بها إلى الكاهن فيردِّدها أمام الرب في باب خيمة الاجتماع، أو في الهيكل، وهو على يقين من أن حصادًا وفيرًا سوف يُجمع إلى مخازنه بعد أيام قليلة. وهكذا فإن قيامة المسيح هي العربون والضمان الأكيد لقيامتنا نحن، عند مجيء المسيح. حتى وإن توارت أجسادنا في التراب، أو انتثرت في الجو ذرات، أو صارت طعامًا لوحوش أو أسماك.
لقد قام المسيح بجسد مجيد، ونحن أيضًا سنقوم بأجساد ممجَّدة حين يغيِّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده. لقد غلب المسيح الموت وقهره، ويومًا نحن أيضًا سنهتف «أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟» (1كو15: 55). «لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام، فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله أيضًا معه» (1تس4: 14).
رابعًا: قيامة المسيح هي ضمان ميراثنا
يقول الرسول بطرس في رسالته الأولى «مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية، لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات، لميراث لا يفنى، ولا يتدنس، ولا يضمحل، محفوظ في السماوات لأجلكم، أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مُستعد أن يُعلَن في الزمان الأخير» (1: 3-5). لقد أدخل الرب شعبه قديمًا إلى أرض ميراثهم، ولكنهم بخطيتهم سرعان ما أفسدوا ودنّسوا هذا الميراث، ثم فقدوه تمامًا عندما ذهبوا إلى السبي، وعندما أتاهم الوارث نفسه رفضوه وصلبوه، وبموته فقدوا رجاءهم فيه، حتى أن تلميذي عمواس في أساهما قالا: «كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل». لكن بقيامة المسيح من الأموات صار لنا رجاء حي وميراث لا يفنى ولا يمكن أن يتدنس بالخطية، وهو محفوظ في السماوات لأجلنا، ونحن بقوة الله محفوظون لهذا الميراث. إن رجاءنا ما عاد في الأرض، بل في السماء، حيث المسيح المُقام والجالس عن يمين الله؛ هناك كنزنا، وهناك أيضًا ينبغي أن يكون قلبنا - لا يخدعنا العالم ببريقه الزائف، طالما لمع أمام عيوننا هذا الرجاء الحي.
خامسًا: قيامة المسيح هي العرض الأعظم لقوة الله التي لحسابنا
يصف الرسول بولس القيامة كأعظم عرض عرفه العالم للقوة الإلهية «حسب عمل شدة قوته الذي عمله في المسيح إذ أقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه في السماويات» (أف1: 19، 20). قد يتبادر إلى الذهن أن خلق الكون هو أعظم عرض لقوة الله، أو عبور البحر الأحمر المعجزي؛ إلا أن العهد الجديد يعلِّمنا أن قيامة المسيح وصعوده هما العرض الأعظم لقوة الله. لقد انتصر الله على كل قوات الجحيم، وكانت قيامة المسيح وتمجيده هزيمة ساحقة للشيطان وأجناده، وعرضًا مجيدًا للقدرة الإلهية التي لا يمكن وصفها تمامًا، لذلك يستعير بولس بعض الكلمات من ”فيزياء الحركة“ في وصفه للقوة المبذولة من أجلنا «حسب عمل شدة قوته».
إن إقامة الله للمسيح تعني أنه لا توجد صعوبة تقف أمام الله، وأن الله صار لنا إله خلاص، وعند الرب السيد للموت مخارج، وأن هذه القوة هي لحسابنا؛ فهل نحيا حياة القوة، حياة القيامة والنُصرة؟ أم نحيا في ضعف وهزيمة ولنا قوة الله التي أقامت المسيح من الأموات؟!
سادسًا: قيامة المسيح هي قوة حياتنا الجديدة
إنها «القوة التي تعمل فينا» لنحيا لله حياة جديدة تختلف تمامًا عن حياتنا القديمة في الجسد. إنها حياة القيامة.
إن الكتاب يعلّمنا أننا قد صرنا متّحدين مع المسيح في موته وقيامته «لأنه إن كنا قد صرنا متّحدين معه بشبه موته، نصير أيضًا بقيامته» (رو6: 5). والرسول بولس يبني تحريضاته للمؤمنين في كولوسي على هذه الحقيقة قائلاً: «إن كنتم قد مُتّم مع المسيح...»، ثم «إن كنتم قد قُمتم مع المسيح...». وكما أُقيم المسيح من الأموات بقوة حياة جديدة، قُمنا نحن أيضًا معه لنسلك بموجب هذه القوة سلوكًا جديدًا مختلفًا «حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة» (رو6: 4).
إن هذه الحياة الغالبة المنتصرة؛ حياة المسيح المُقام من الأموات، هي أيضًا حياة المؤمنين به، وقوة هذه الحياة هي التي تفصلنا عن العالم وعن الخطية، وترفع قلوبنا حتى نطلب ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله.
* * * *
وأخيرًا: فإن قيامة المسيح تعني أن الكلمة الأخيرة لله وليست للشيطان، والنُصرة النهائية للحق وليست للباطل، للنور وليست للظلمة، للخير وليست للشر.. فإذا رأيت الأرض وقد امتلأت جورًا، والشر وقد عاث في الأرض فسادًا تذكَّر قيامة المسيح. «اذكر يسوع المسيح المُقام من الأموات من نسل داود حسب إنجيلي... صادقة هي الكلمة أنه إن كنا قد مُتنا معه فسنحيا أيضًا معه» (2تي2: 8-11).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أولئك الأموات الذين أحياهم المسيح أكبر شاهد على قيامة الأموات
فبخلاف الرب يسوع المسيح المقام من الأموات، لا يوجد أي أموات أحياء الآن
أنه حي الآن، إذ أقامه الله من بين الأموات
ليس هو الآن هنا: «البكر من الأموات»
المسيح قام من بين الأموات


الساعة الآن 07:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025