
02 - 01 - 2025, 05:20 PM
|
 |
† Admin Woman †
|
|
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,666
|
|
الحب الأطيب من الخمر:
تُناجي الكنيسة عريسها المصلوب من أجلها، قائلة: "لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ". هو حب يسكر النفس، فتنسى كل ما هو أرضي لتهيم في حب الله وحده.
جاءت كلمة "حُبَّكَ" في الترجمة السبعينية "ثدياك"، وكأن المؤمنين يجدون في اللبن الإلهي النابع من الثديين والمشبع للأطفال الصغار عذوبة وفاعلية وقوة أكثر مما للخمر الذي يستخدمه الرجال للدفء والقوة.
في هذا يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [ما هو سام في حكمة العالم، يصغر جدًا أمام التعاليم التي نتقبلها من الكلمة الإلهي المقدمة للأطفال. هنا نجد الثديين الإلهيين أطيب من الخمر البشري].
إذ تُردد النفس: "ثدياك أطيب من الخمر" تعود إلى بساطة الطفولة تتطلع إلى خطيبها المرتفع على الصليب وتتعلق به في بساطة الإيمان كالطفل على صدر أمه... ترضع من ثديين حب الله فتنسى كل هموم الحياة وتمتلئ تعزية، كقول المرتل: "عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي" (مز 94: 19).
"ثدياك أطيب من الخمر"... كان الخمر يُقدم للضيوف، خاصة في الأعياد، علامة الفرح، كما كان يُقدم عند تقديم الذبائح (خر 29: 40؛ لا 23: 13؛ عد 15: 50)، أما حب السيد المسيح ففريد، يهب فرحًا لا يستطيع العالم أن ينزعه!
كان العنب يُعصر في مصر وربما في فلسطين بأن يسحق بالدوس بالأقدام في المعصرة (نح 13: 15؛ أي 14: 11)، فينساب عصير (دماء) العنب الأحمر، ويخرج الرجال ثيابهم محمرة، أما إشعياء النبي فقد رأى السيد المسيح - العريس المحب - عظيمًا في القوة، بهيًا، يجتاز المعصرة بثياب محمرة من أجل خلاص عروسه...
|