![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عمل الكتاب المقدس فيك قداســه البابا إن استجبت لكتاب الله وتركت كلمته تعمل فيك، فماذا تراه سيكون عمل الكلمة الإلهية فيك؟ إن النتائج كثيرة بلاشك، فنحاول أن نتتبعها.. 1-إنها تجمع العقل من الطياشة وتشغله بالإلهيات لو تركت فكرك على سجيته، فلست تدرى في أى موضوع يطيش. ولكن القراءة عموماً تجمع العقل من تشتته، وتركزه في موضوع القراءة. أما قراءة الكتاب بالذات، فإنها تهدى الفكر إلى ميناء سليم. والخشوع في القراءة يغطى تركيزاً أكثر بسبب توقيرك لكلمة الله. ويكون لهذا التركيز تأثيره الروحى. 2-قراءة الكتاب تمنحك فهماً واستنارة ومعرفة.. لذلك يقول المرتل في المزمور " سراج لرجلى كلامك ونوراً لسبيلى " (مز 119: 105). ويقول أيضاً " وصية الرب مضيئة تنير عن بعد " (مز 19). لهذا نحن نوقد الشموع ونحملها أثناء قراءة الإنجيل، متذكرين هذه الاستنارة. أما عن الفهم فيقول المرتل: " شهادات الرب صادقة، تصير الجاهل حكيماً " بل يقول أيضاً " أكثر من جميع الذين يعلموننى فهمت، لأن شهاداتك هى درسى. أكثر من الشيوخ فهمت، لأنى طلبت وصاياك " (مز 119: 99). بهذا الفهم يتعلم الإنسان طرق الرب، يعرف كيف يسلك، ويقتنى موهبة الإفراز والحكمة. وبخاصة لو اهتم بمعرفة كيف كان قديسو الكتاب يسلكون، وكيف كانوا يتعاملون مع الله ومع الناس. وأخذ من تصرفاتهم أمثولة لحياته يقتدى بها (عب 13: 7). 3- بل قراءة الكتاب ترشده أيضاً إلى العقيدة السليمة. و ذلك إذا قرأ بفهم وتحت إرشاد. وكل عقيدة حفظ لها آية أو بضع آيات. وصارت آيات الكتاب تحفظه من البدع والهرطقات ومن كل تعليم خاطئ. وهذا ما كان يفعله آباء الكنيسة الكبار أبطال الإيمان. إذ كانوا يقاومون البدع عن طريق فهمهم للكتاب ومحصول الحفظ العجيب لآياته في أذهانهم. 4-الكتاب أيضاً يرشد قارئه إلى حياة التوبة إلى النمو الروحى. فى ضوء وصاياه، يمكن أن يصل إلى محاسبة النفس بطريقة سليمة، فيكتشف ضعفاته وخطاياه. ويعرف أن المطلوب منه ليس هو فقط التوبة عن الخطية، بل بالأكثر حياة القداسة والكمال حسب قول الرسول " نظير القدوس الذي دعاكم، كونوا أنتم أيضاً قديسين في كل سيرة. لأنه مكتوب كونوا قديسين لأنى أنا قدوس " (1بط 1: 15، 16) (لا 11: 44). ويقول الرب أيضاً " فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل " (مت 5: 48) ويشرح الكتاب بالتفصيل حياة التوبة والقداسة والكمال، ويقدم لها مثلاً. ومن الناحية العكسية يقول: " تضلون إذ لا تعرفون الكتب " (مت 22: 29). 5- و قراءة الكتاب تمنح العقل والإرادة لوناً من الاستحياء، إذا تعرض الإنسان لإغراء الخطية. إذ كيف أن فكره الذي تقدس بكلام الله وبالجو الروحى أثناء قراءته، يعود ويتدنس بفكر الخطية. 6-و في محاربات الشيطان، يستطيع الإنسان أن يرد على الخطية بالوصية. و ذلك حسبما شرح القديس ماروأوغريس في كتابه عن حروب الأفكار.. فإذا ضاع وقتك في الثرثرة والكلام الكثير، تذكر قول الكتاب " إن كثرة الكلام لا تخلو من معصية " (أم 10: 19). وقول المرتل " ضع يا رب حافظاً لفمى وباباً حصيناً لشفتى ". و إذا حوربت بالغضب تذكر قول الرسول " ليكن كل إنساناً مسرعاً إلى الاستماع. مبطئاً في التكلم، مبطئاً في الغصب. لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله " (يع 1: 19، 20) وأيضاً قول الكتاب " لا تصطحب غضوباً، ومع صاحب سخط لا تجئ " (أم 22: 24). و إذا حوربت بالنظر الشهوانى، تذكر قول الرب " كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه " (مت 5: 28). وتذكر أيضاً قول أيوب الصديق " عهدا قطعت لعينى، فكيف أتطلع في العذراء " (أى 31: 1) وهكذا كانت آيات الكتاب ثابتة في ذهنك وفى قلبك، تستطيع أن تسترجعها، وترد بها على كل حرب روحية يحاربك بها العدو.. مجرد تذكر الوصية يخجلك، ويرد قلبك عن ارتكاب الخطية. وغالباً الشخص الذي يخطئ، يكون وقتذاك في حالة نسيان لوصايا الله. محبة الخطية قد خدرته 7- كلام الكتاب أيضاً يعزيك في ضيقاتك، ويقويك كلما ضعفت. و كثيراً ما كان داود النبي يقول في مزاميره للرب " وعلى كلامك توكلت " (مز 119: 81). ويقول له أيضاً " اذكر لعبدك الذي جعلتنى عليه أتكل، هذا الذي عزانى في مذلتى " (مز 119).. وكلما كان يتعرض لهجمات الأعداء كان يقول " لولا أن الرب كان معنا حين قام الناس علينا، لابتلعونا ونحن أحياء.. نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجونا. عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرض " (مز 123)0 ما أكثر كلام الكتاب عن الرجاء.. الذى يقرأه ويحفظه، يستريح قلبه ويجد سلاماً، بل كما قال الرسول " فرحين في الرجاء " (رو 12: 12).. إن وعود الله في كتابه المقدس، تعطى النفس اطمئناناً عجيباً، مثل قوله " ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر " (مت 28: 20). وقوله " وأما أنتم، فحتى شعور رؤوسكم محصاة. فلا تخافوا " (مت 10: 30، 31). وقوله " أنا معك. لا يقع بك أحد ليؤذيك " (أع 18: 10).. وما أكثر الآيات. ليتك تجمعها وتحفظها.. ويعوزنى الوقت إن تكلمت، ولا تكفي الصفحات. 8 فالكتاب فيه كل شئ، لكل أحد، في كل حالة. أياً كانت ظروفك، أياً كانت حالتك النفسية، فسوف تجد في الكتاب رسالة لك تريحك. تجد فيه كل ما يلزمك، وما يناسبك. يكفي مثلاً كتاب (المزامير) فيه كل ألوان المشاعر والصلوات. وسفر الأمثال فيه كل أنواع النصائح. وكل سفر يحوي لك رسالة معينة إن أحسنت انتقاءها وفهمها.. _________________ صلوا من اجل ضعفى |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الكتاب المقدس فى حياة البابا شنودة |
شخصيات فى الكتاب المقدس لقداسة البابا شنودة |
قداسة البابا تواضروس الكتاب المقدس |
الكتاب المقدس عظة لقداسة البابا شنودة الثالث |
البابا كيرلس يخرج كنوزاً من الكتاب المقدس |