يمكن أن نتأكد من أن غضبنا هو غضب مقدس عندما يكون موجهاً نحو ما يغضب الله نفسه. إن الغضب والإستياء المقدس له ما يبرره في مواجهة الخطية. من الأمثلة الجيدة لهذا هو الغضب تجاه إستغلال الأطفال والإساءة إليهم، والإباحية، والعنصرية، والمثلية الجنسية، والإجهاض، وما شابهها.
يوجه الرسول بولس تحذير واضح لمن يغضبون الله: "وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ: الَّتِي هِيَ زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هَذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضاً: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ" (غلاطية 5: 19-11). وقد عبَّر المسيح عن غضبه المقدس من أجل خطايا الناس (مرقس 3: 1-5؛ متى 21: 12-13؛ لوقا 19: 41-44). ولكن غضبه كان موجهاً ضد الخطية والظلم المؤكد.
ولكننا أيضاً نتعلم أن نحذر من أن نخطيء في غضبنا. "اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَاناً" (أفسس 4: 26-27). يجب أن نفحص قلوبنا ودوافعنا قبل أن نغضب من الآخرين. ويقدم لنا الرسول بولس بعض النصائح الجيدة بشأن التصرف الصحيح: "لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ. لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ" (رومية 12: 19-21).