منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 12 - 2024, 04:35 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,849

لماذا العودة إلى الحديث عن عار الخطية

لماذا العودة إلى الحديث عن عار الخطية؟


بعد أن دخل بنا إرميا النبي في المرثاة السابقة إلى أعماق المصلوب، وتلامسنا مع محبة غافر الخطايا العجيب، هل من ضرورة للعودة إلى الحديث عن عار الخطية؟
كنا نتوقع بعد المرثاة الثالثة أن لا يعود يتحدث النبي عن الخطية، لكن بحكمة إلهية جاءت المرثاة التي بين أيدينا تتحدث عن التغير الصارخ الذي يهز كل كياننا بسبب التهاون مع الخطية، وكأنه يليق بنا كمؤمنين أن نردد مع المرتل: "خطيتي أمامي في كل حين" (مز 51: 3)، ولكن بروح الرجاء المفرح في المخلص، فاتح أبواب السماء أمامنا!
يمكننا القول إن النبي تحدث في المرثاتين الأولى والثانية عن مرارة الخطية بوجه عام للمؤمنين وغير المؤمنين، أما هنا فيحذرنا النبي لئلا بسبب رجائنا في الرب مخلصنا نعود ونتهاون مع الخطية. وتأتي المرثاة الخامسة لتعلن عن حاجتنا الدائمة للمخلص الذي يشتاق أن ينطلق بنا دوما إلى بداية جديدة! يبقى باب الرجاء مفتوحًا لكل البشرية حتى النفس الأخير من حياة الإنسان. بمعنى آخر تبقى ذراعا الرب مبسوطتين لكل إنسانٍ، ترحبان به، لكي تحتضناه، وترفعاه إلى حضن الآب.
إذ يرى النبي ما حلّ بمدينته من خرابٍ شامل، مع تحذيراته المستمرة لهم كاد لا يصدق ما يراه بعينيه، فصار يعاني من مرارة شديدة في أعماقه. إنه يمثل ما حلّ بالطبيعة البشرية بعد عصيانها لخالقها، كما يمثل ما يحل حتى بالمؤمن إن استخف بالنعمة الإلهية ونعمة البنوة بالمعمودية. وكما يقول الرسول: "اثبتوا إذًا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضًا بنير عبودية" (غل 5: 1). "فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الإخوة، غير أنه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد، بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضًا" (غل 5: 13).
هذا الدمار الذي شمل كل الطبقات، إنما يشير إلى خطورة التساهل مع الخطية على النفس والجسد وكل الأحاسيس والعواطف والمواهب. يوصف هذا الدمار على النحو التالي:


1. يصير الشبان المكرمين الذين كانوا كالذهب والإبريز أشبه بأباريق خزف هشة [2]. بمعنى أن يفقد المؤمن الفكر السماوي والحياة الشبه ملائكية، ليعيش في وسط التراب والوحل مُستعبدًا للزمنيات.
2. لصقتألسنة الرضع بحلق أفواههم بسبب العطش [4]، أي يفقد الإنسان بساطته حتى وهو رضيع قبل أن يحتك بالعالم، فيُحرم من مياه المعرفة الروحية الصادقة.
3.يسأل الأطفال خبزًا، وليس من يكسره لهم [4]، إذ تصير الجماعة عاجزة عن تقديم كلمة الحياة ورفع القلوب إلى السماء، مع أن الكتاب المقدس في متناول أياديهم.
4. هلك من الجوع الأغنياء الذين كانوا يأكلون المآكل الفاخرة في الشوارع [5].
5. صار المكرسون أشد ظلامًا، هؤلاء الذين كانوا أكثر بياضًا من اللبن، وأجسامهم أشد حمرة من المرجان [7-8]. فعوض الاعتزاز بالبنوة لله، والسلوك تحت قيادة الروح القدس، بروح القوة كملوكٍ، يستعبدون نفوسهم للشرير وشهواته.
6. طبخت الأمهات الحنائن أولادهن وأكلهن [10]. تفسد الخطية اتساع القلب الذي يحتضن حتى الأعداء، ويعيش بقلبٍ ضيقٍ، تسوده الأنانية والكراهية إلخ.
7. تلطخت شوارع أورشليم مدينة الله بالدم بسبب خطايا أنبيائها الكذبة [14]. يفقد الإنسان عمل الروح القدس فيه فيصير فاقد البصيرة، وعوض كونه هيكلًا لله يسكنه الثالوث القدوس، يصير ملهى للشيطان، ومسكنًا لكل ما هو دنس.
8. أسر نبوخذنصر الملك صدقيا الذي حاول الهروب، فلحق به رجال الجيش الذين طاردوه كالنسور، وقتلوا أولاده أمام عينيه، كما فقأوا عينيه، وقُيد بسلاسل من النحاس إلى السبي [18-19-20]. يفقد الإنسان مركزه كملكٍ يتمتع بملك الملوك، ويصير أسيرًا لإبليس. يفقد أولاده الروحيين حيث يعثر الكثيرين، كما يفقد بصيرته الروحية، فيحسب الخلاص قصة من اختراع الإنسان، والأبدية وهمًا به يهدئ الإنسان مشاعره مما يحل به من متاعبٍ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الخطية الجدية
لقد ورثنا الخطية الجدية عن والدينا، فإن لم نُحل منها بنعمة العماد
لماذا نشعر أن زمن رحلة العودة أقصر من الذهاب
لماذا تُنصح النساء بأكل الأطعمة الغنية باليود؟
ما هو الرد على الفكر الذى ينكر وراثة الخطية الأصلية الجدية؟


الساعة الآن 03:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025