رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مثال أنتم ملح الأرض. يقول الرب يسوع "أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ" (انجيل متى 5: 13 فان دايك). فيتساءل البعض هل الملح يفسد؟ لأن ملح الطعام لا يفسد وإن طالت المدة، بل على العكس يستخدم لحفظ الأشياء فترات طويلة ويمنعها من الفساد. فهل هذا مثال خطأ؟ بالطبع لا فنحن نؤمن أن الرب يسوع المسيح له كل المجد يعني جيدًا ما يقول. ولكن يفهم المثل من الخلفية اليهودية والبيئية. بل احيانًا في هذا المثل لو لا يدرك البعض خلفيته البيئية قد يبني معنى روحي خطا في نقطة أن الملح لو فسد يطرح خارجًا أي يتم التخلص من الشخص الذي فسد نهائيًا وليس له دور وهذا غير دقيق بفهم خلفية العدد. بالفعل ملح الطعام النقي المعتاد هذه الأيام وهو كلوريد الصوديوم NACL لا يفسد فهو من أقوى المركبات الكيميائية وصعب جدًا أن يتأين في الطبيعة ويفسد. فهو ملح ثابت نتيجة تفاعل حمض الهيدروكلوريك HCL مع مركب قاعدي هو هيدروكسيد الصوديوم NAOH. فلا يفسد فهل المثال غير دقيق؟ ولكن المتسائلين يحكمون بما في ايديهم واليوم ولا يراعون البيئة واسلوب الحياة في اسرائيل في هذا الوقت. فالملح في منطقة اسرائيل في زمن الرب يسوع المسيح من 2000 سنة لم يكن يأتي من مصانع وملاحات متقدمة تنتج ملح طعام نقي معاير بنسبة أكثر من 99% كلوريد صوديوم NACL بل كانوا يحضروه من البحر الميت مباشرة. واملاح البحر الميت هي ليست فقط كلوريد الصوديوم ولكن يوجد بها مواد كثيرة اخري حدد منها ثلاثة وعشرون عنصر مثل كلوريد الكالسيوم وكلوريد الماغنيسيوم وكلوريد البوتاسيوم وليس فقط هذه الأملاح للكلوريد بل أيضًا أملاح اليود (الكالسيوم والصوديوم والماغنيسيوم والبوتاسيوم وغيرها) وأملاح البروميد والكبريتات أيضًا بنسبة قليلة. ومنها إحدى عشر عنصر لا يوجد في مياه البحار الأخرى بهذا التركيب. وبعض هذه الاملاح تفسد عن طريق أن تتأكسد مثل أملاك الكبريتات والأيودين وغيرها، فتصبح طعمها معدني ولو ارتفع تركيزها يصبح مضر. وبعضها بتغير تركيبه تصبع غير قابلة للذوبان فلن تملح الطعام. فالبعض قد يتساءل هل املاح البحر الميت التي بها كل هذا والتي يتكلم عنها الرب يسوع مضرة؟ هي ليست مضرة بل مفيدة. فأملاح البحر الميت معروفة منذ القدم بفوائدها الصحية للأكل. الكالسيوم مهم للأسنان والعظام وعضلة القلب. المغنسيوم يساعد على مقاومة الالتهابات والحساسية وينشط إنزيمات كثيرة. البوتاسيوم يعمل على تنظيم نسبة الرطوبة بالجسم وبالتالي يحميه من الجفاف والتشقق ومهم لعضلة القلب. البروميد يساعد على الاسترخاء والشعور بالراحة. الكلوريد وله دور كبير في تنيم المعادن في الجسم. كما تساعد على تخفيف الامراض والمشاكل الجلدية مثل الصدفية والاكزيما وحب الشباب والنمش والزوان والكلف وآلام المفاصل والروماتيزم وإراحة الجهاز العصبي والتخفيف من التوتر والاجهاد الناتج من عناء العمل اليومي وتنشيط الدورة الدموية والتشنجات العضلية وتلك الناتجة عن التمارين الرياضية القوية. فالرب يسوع المسيح يتكلم من خلفية بيئية والطبيعة التي في مكانه وزمانه وبالطبع لا يتكلم عن شيء مضر ولكن المهم فيه هو النسب. عندما يستخرجوا الملح من البحر الميت يتم ضخ مياه من البحر الميت إلى بقع التبخير، وهي بقع مائية ضحلة (قليلة المياه، مما يجعل عملية تبخر المياه أسرع). المياه في هذه البقع المسطحة تسخن تحت الشمس وتتبخر بسرعة (بسبب درجات الحرارة المرتفعة في هذه المنطقة من العالم). كلما تبخرت مياه أكثر في البقع، كلما ارتفع تركيز الأملاح فيها. مما يجعل الماء محلولا ً مشبعـًا والأملاح ترسب كمواد صلبة. الملح الاساسي الذي يرسب هو ملح الطعام فيكون هو اعلى نسبة وبقية الاملاح اقل تركيز ولهذا لو تعرض هذا الملح للمياه العذبة يقل تركيز ملح الطعام ويزيد تركيز بقية الاملاح. ولكن تجمع بسرعة بعد جفافها فلا تتأكسد ولا تفسد لأنها قابلة للأكسدة والفساد. اشكالية هذا الملح أنه يجب أن يستخرج بعناية من مناطق يكون جف من البحر ولم يتعرض لمياه الأمطار في هذه الصخور وايضا يكون خزن بعناية ولم يتعرض لرطوبة عالية أو لمياه الأمطار أثناء تخزينه والسبب أنه عندما يتعرض لمياه الأمطار هي تزيل منه معظم كلوريد الصوديوم لأن كلوريد الصوديوم هل سهل الإذابة جدًا مقارنة ببقية الأملاح التي معدل ذوبانها أقل وبهذا يصبح تركيز بقية الأملاح أعلى وبهذا يقل طعم الملوحة المميز لملح الطعام ويتغير طعمه لطعم معدني فاسد. وأيضًا ممكن أن يصبح مضر للصحة. فلهذا يستخرجوه عن طريق ازالة الطبقة السطحية واستخدام الطبقة التي هي أقرب للصخور ليكون تركيز ملح كلوريد الصوديوم جيد. وأيضًا يخزن بطريقة تمنع عنه الرطوبة وهذا صعب في هذا الزمان لأنه لم يكن هناك الأنية البلاستيكية فكان الأغنياء يضعونه في أوعية زجاجية ولكن البسطاء كانوا يخزنوه في منسوجات (مسح) وهذا بالطبع يتسرب منه الرطوبة ويسرب معه ملح الطعام ويترك الباقي من الأملاح التي بدون ملوحة فهي فاسدة. فعندما يقول الرب يسوع المسيح له كل المجد "أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ" (انجيل متى 5: 13). هو بالفعل يتكلم عن ملح يفسد. والتعبير اليوناني المستخدم لكلمة يفسد موراينو μωραίνω G3471 هو يعني يصبح بدون طعم الملوحة فلهذا الرب يسوع يقول إن الملح الذي يقل تركيزه أو يقل طعمه الملحي أو يتأكسد لا يصلح للاستخدام وهذا تعبير صحيح ودقيق بعد أن فهمنا أنه على ملح البحر الميت. وهو ما قاله لوقا البشير نقلًا عن الرب يسوع المسيح ولقبه بملح جيد 34 «اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلكِنْ إِذَا فَسَدَ الْمِلْحُ، فَبِمَاذَا يُصْلَحُ؟ 35 لاَ يَصْلُحُ لأَرْضٍ وَلاَ لِمَزْبَلَةٍ، فَيَطْرَحُونَهُ خَارِجًا. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ». (انجيل لوقا 14: 34-35). النقطة الثانية بعدما اتضح أنه فعلًا يفسد فيطرح ولكن لوقا البشير يقول لا يصلح لأرض ولا مزبلة. فهم لا يلقونه في الأرض الزراعية لكيلا تفسد من الملوحة. ومرقس البشير نقلًا عن الرب يسوع المسيح وضح أكثر قائلا "اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلكِنْ إِذَا صَارَ الْمِلْحُ بِلاَ مُلُوحَةٍ، فَبِمَاذَا تُصْلِحُونَهُ؟ لِيَكُنْ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ مِلْحٌ، وَسَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا». (إنجيل مرقس 9: 50). فهو يشرح ويوضح أن المقصود هو أنه يقل ملوحته. فالملح بالفعل يفسد بأن تقل ملوحته أي يقل تركيز كلوريد الصوديوم وسط باقي الاملاح المختلفة فتقل ملوحته ويتحول طعمه لطعم معدني وأيضا باقي الأملاح التي به هي قابلة للأكسدة والفساد. وبعض الاملاح متى تأكسد هي تتحول لأكاسيد أملاح غير قابلة للذوبان في المياه وتكون كرستالات خشنة لا تذوب فلا تصلح للتمليح أصلا. أيضًا يقول الرب يسوع المسيح معلومة اخرى مهم ان نفهمها وهي أنه يطرح خارجا وتدوسه الناس ولكن في لوقا البشير يقول الرب يسوع لا يصلح لأرض ولا لمزبلة فلمن لا يفهم الخلفية اليهودية قد يرى هذا تناقض. هذا الملح لما فيه من بوتاسيوم ومغنيسيوم يستخدم في الأراضي الزراعية بنسبة قليلة جدًا ولو ارتفعت نسبته تفسد الأرض فلا يصلح أن يستمروا يلقونه في الأرض الزراعية لألا تملح وتفسد. فهو يرش بنسبة قليلة ويدوسونه بأرجلهم اثناء رشه. ولكن الرب يسوع بتعبير خارجا هو له خلفية يهودية. هذا التعبير لا يقصد به أرض خلاء وإلا سيفسدها الملح ولو فعلوا هذا تسمى أرض فاسدة لأنها زرعت ملح كما شرحت في موضوع " الرد على شبهة هل الملح يزرع؟ قضاة 9: 45" فهذا التعبير خارجًا هو مقصود به الدار الخارجية من الهيكل وهذا يفهمه اليهود جيدًا ولهذا لم يعترض واحد منهم ويقول له لا نستطيع أن نلقيه خارجًا في أي أرض. فمن يسمعه من اليهود يفهم أنه يتكلم عن الدارة الخارجية لأن هذا ما كانوا يرونه بأعينهم. فبالفعل هذه الاملاح التي كانوا يستخرجونها من البحر الميت هي كانت على شكل أملاح صغيرة فعندما تفسد بمعنى كما فهمنا يقل تركيز كلوريد الصوديوم فيها ويقل طعم الملوحة وكانت تتحول لكرستالات صلبة خشنة لا تذوب في المياه فكانوا اليهود في هذا الوقت يستخدموها في أنهم يلقونها على أرضية الهيكل الرخامية الخارجية في أيام المطر وحتى في أيام تساقط الثلوج لكي تمنع انزلاق الناس على رخام أرضية الدار الخارجية لأنه يسبب خشونة واحتكاك للأحذية بالأرض فلا يتزحلق الذي يسير على أرض مبللة وهي كرستالات لا تذوب فتستمر في مفعول الحماية لأيام. فبالفعل الملح الذي يقل تركيزه وطعم ملوحته كان مصيره أن يستخدم استخدام أخر. فبدل من أن يستخدم في الطعام أو في تمليح الذبائح المقدسة أصبح يستخدم تحت الأقدام للحماية. وتأكيد ما قلته هو يشابه ما نقله المفسر ادم كلارك عن اقوال الرباوات اليهود القدامى. "أن يُداس تحت الأقدام -كان هناك نوع من الملح في يهوذا، والذي تم إنتاجه في البحيرة، ومن ثم يُسمى الملح القيري، يفسد بسهولة، ولا فائدة له سوى نشره في جزء من الهيكل، لمنع الانزلاق في الطقس الرطب (الأمطار). ربما هذا هو ما يشير إليه ربنا في هذا المكان. وجود مثل هذا الملح، وتطبيقه لمثل هذا الاستخدام، أثبته شوتجينيوس إلى حد كبير في كتابه Horae Hebraicae، المجلد الأول، ص 18". أيضًا هذا المثل كما أشرت يوضح أمر مهم وهو أنه لو لم يفهم الخلفية البيئية جيدًا قد يبنى على المثال معنى روحي غير دقيق. ففي هذا المثل لو لا يفهم جيدًا ان المقصود بفساد الملح تحوله لكرستالات لا تذوب ويتغير استخدامها من التلميح للحماية. ولو لا يفهم أن المقصود بخارجا هو الدار الخارجية من الهيكل أي الساحة فقد يفهم منه رفض الشخص الذي يفسد تمامًا ولكن بفهم الخلفية اليهودية نرى تغير في نوع الاستخدام والمكانة وليس رفض كلي مباشرة. نلاحظ أيضًا أن هذا ينبه كثير من المؤمنين لأن ممكن مؤمن يكون ملح جيد ولكن إن لم يلاحظ طرقة جيدًا وأن لم يستمر في حياة الجهاد ممكن يبدأ يفسد تدريجيًا ويتحول إلى ملح فاسد. وأيضا حتى الذي كان مؤمن وله موهبة معينة وفسد هذا لايزال يسمح الرب له باستخدام آخر ولكن ليس لأنه ملح جيد ولا لكرامة له فهو فسد؛ ولكن لفائدة الأخرين فلا ينزع منه الموهبة المستخدمة لفائدة الاخرين. فنجد أن الملح الفاسد استخدم لمنع البعض من السقوط. ليس لأي صلاح فيه. فمن الممكن ان يعطي الرب موهبة لخادم ولكنه للأسف يسقط في التكبر أو غيرها من الخطايا وبعد أن بدأ بالروح يكمل بالجسد ويصبح هو مرفوض ولكن لا ينزع عنه الرب الموهبة لأن الرب سيظل يستخدم الموهبة التي مع هذا الخادم الفاسد لفائدة وخير أبناؤه. فلهذا الانسان لا يفتخر بموهبة المستمرة عنده ولا غيره بل حتى مع هذا يجب أن يكمل طريق غربته بخوف. "إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ،" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 12) لكيلا يصبح من المرفوضين هذا المثل بناء عليه يمكن فهم أكثر الأشخاص الذين يقول لهم الرب يسوع المسيح "22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23 فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!" (أنجيل متى 7: 22-23). فبدون هذه الخلفية قد يتعجب البعض كيف مؤمنين يفعلون معجزات ويقول لهم الرب لا أعرفكم! فبدل من أن كان يملح الذبيحة المقدسة أصبح يمنع الناس من السقوط ولكنه هو نفسه أصبح مرفوض ومداس. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قد يتساءل البعض عن العلاقة بين الموز والجنس |
الخرز الزرقا أو رش الملح ممكن يحميكى رش الملح |
يتساءل البعض قائلًا |
الملح جيد. ولكن إذا صار الملح بلا ملوحة |
هل يفسد الملح؟ |