رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بعض من أمثال الرب يسوع المسيح وخلفيتها اليهودية: ملح الأرض وخرج الزارع والزوان مقدمة. في موضوعات كثيرة سابقة في اللاهوت الدفاعي تم توضيح كيفية أن فهم العدد وفهم خلفية العدد البيئية فهم صحيح هو أمر أساسي، وأحد النقاط الأساسية بالإضافة إلى سياق الكلام ولغويا. فأهمية الخلفية البيئية للأعداد هي أساسية لفهم الأعداد لأنها توضح أحيانا معنى قد لا يدركه القارئ الحالي، بل تكشف أعماق أكثر لمعاني كلمات الكتاب المقدس وتساعد فهم أسفار الكتاب المقدَّس بشكل أكثِر وضوحاً، وتجعل قراءة الأعداد هو بالأسلوب المعاش في القراءة. بمعنى أن الإنسان يقدر أن يعيش الأعداد ويتخيلها. فعند شرح الخلفية البيئية المحيطة بالعدد يجعل المستمع يعيش البيئة الواقعية المقصود بها ويتمتع بهذا. بل دائمًا الخلفية البيئية تكمل التفسير الآبائي للكتاب المقدس لأن الآباء فهموه فهم أقرب لبيئته عما نفهمه الأن. فبفهم خلفية العدد البيئية نستطيع أن نفهم حتى الشرح الآبائي للعدد أوضح. ويجب على دارس للكتاب المقدس أن يدرس بيئة العدد أو القصة ليتمكن من أن يعيش القصة، ثم بعد هذا يستطيع أن يدرك الرمزي المقصود، وبعد ذلك يستطيع أن يستخلص المعنى الروحي الهام للبنيان، ومن دون فهم المعنى اللفظي والتاريخي أو البيئي جيدًا، يمكن أن يتسبب هذا في بناء معنى رمزي وروحي خطأ. ففهي هذا الجزء سيتم التركيز عن الخلفيات البيئية وبخاصة اليهودية للأعداد وتقديم أمثلة من أمثال الرب يسوع المسيح ومعناها من الخلفية البيئية. مثال أنتم ملح الأرض. يقول الرب يسوع "أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ" (انجيل متى 5: 13 فان دايك). فيتساءل البعض هل الملح يفسد؟ لأن ملح الطعام لا يفسد وإن طالت المدة، بل على العكس يستخدم لحفظ الأشياء فترات طويلة ويمنعها من الفساد. فهل هذا مثال خطأ؟ بالطبع لا فنحن نؤمن أن الرب يسوع المسيح له كل المجد يعني جيدًا ما يقول. ولكن يفهم المثل من الخلفية اليهودية والبيئية. بل احيانًا في هذا المثل لو لا يدرك البعض خلفيته البيئية قد يبني معنى روحي خطا في نقطة أن الملح لو فسد يطرح خارجًا أي يتم التخلص من الشخص الذي فسد نهائيًا وليس له دور وهذا غير دقيق بفهم خلفية العدد. بالفعل ملح الطعام النقي المعتاد هذه الأيام وهو كلوريد الصوديوم NACL لا يفسد فهو من أقوى المركبات الكيميائية وصعب جدًا أن يتأين في الطبيعة ويفسد. فهو ملح ثابت نتيجة تفاعل حمض الهيدروكلوريك HCL مع مركب قاعدي هو هيدروكسيد الصوديوم NAOH. فلا يفسد فهل المثال غير دقيق؟ ولكن المتسائلين يحكمون بما في ايديهم واليوم ولا يراعون البيئة واسلوب الحياة في اسرائيل في هذا الوقت. فالملح في منطقة اسرائيل في زمن الرب يسوع المسيح من 2000 سنة لم يكن يأتي من مصانع وملاحات متقدمة تنتج ملح طعام نقي معاير بنسبة أكثر من 99% كلوريد صوديوم NACL بل كانوا يحضروه من البحر الميت مباشرة. واملاح البحر الميت هي ليست فقط كلوريد الصوديوم ولكن يوجد بها مواد كثيرة اخري حدد منها ثلاثة وعشرون عنصر مثل كلوريد الكالسيوم وكلوريد الماغنيسيوم وكلوريد البوتاسيوم وليس فقط هذه الأملاح للكلوريد بل أيضًا أملاح اليود (الكالسيوم والصوديوم والماغنيسيوم والبوتاسيوم وغيرها) وأملاح البروميد والكبريتات أيضًا بنسبة قليلة. ومنها إحدى عشر عنصر لا يوجد في مياه البحار الأخرى بهذا التركيب. وبعض هذه الاملاح تفسد عن طريق أن تتأكسد مثل أملاك الكبريتات والأيودين وغيرها، فتصبح طعمها معدني ولو ارتفع تركيزها يصبح مضر. وبعضها بتغير تركيبه تصبع غير قابلة للذوبان فلن تملح الطعام. فالبعض قد يتساءل هل املاح البحر الميت التي بها كل هذا والتي يتكلم عنها الرب يسوع مضرة؟ هي ليست مضرة بل مفيدة. فأملاح البحر الميت معروفة منذ القدم بفوائدها الصحية للأكل. الكالسيوم مهم للأسنان والعظام وعضلة القلب. المغنسيوم يساعد على مقاومة الالتهابات والحساسية وينشط إنزيمات كثيرة. البوتاسيوم يعمل على تنظيم نسبة الرطوبة بالجسم وبالتالي يحميه من الجفاف والتشقق ومهم لعضلة القلب. البروميد يساعد على الاسترخاء والشعور بالراحة. الكلوريد وله دور كبير في تنيم المعادن في الجسم. كما تساعد على تخفيف الامراض والمشاكل الجلدية مثل الصدفية والاكزيما وحب الشباب والنمش والزوان والكلف وآلام المفاصل والروماتيزم وإراحة الجهاز العصبي والتخفيف من التوتر والاجهاد الناتج من عناء العمل اليومي وتنشيط الدورة الدموية والتشنجات العضلية وتلك الناتجة عن التمارين الرياضية القوية. فالرب يسوع المسيح يتكلم من خلفية بيئية والطبيعة التي في مكانه وزمانه وبالطبع لا يتكلم عن شيء مضر ولكن المهم فيه هو النسب. عندما يستخرجوا الملح من البحر الميت يتم ضخ مياه من البحر الميت إلى بقع التبخير، وهي بقع مائية ضحلة (قليلة المياه، مما يجعل عملية تبخر المياه أسرع). المياه في هذه البقع المسطحة تسخن تحت الشمس وتتبخر بسرعة (بسبب درجات الحرارة المرتفعة في هذه المنطقة من العالم). كلما تبخرت مياه أكثر في البقع، كلما ارتفع تركيز الأملاح فيها. مما يجعل الماء محلولا ً مشبعـًا والأملاح ترسب كمواد صلبة. الملح الاساسي الذي يرسب هو ملح الطعام فيكون هو اعلى نسبة وبقية الاملاح اقل تركيز ولهذا لو تعرض هذا الملح للمياه العذبة يقل تركيز ملح الطعام ويزيد تركيز بقية الاملاح. ولكن تجمع بسرعة بعد جفافها فلا تتأكسد ولا تفسد لأنها قابلة للأكسدة والفساد. اشكالية هذا الملح أنه يجب أن يستخرج بعناية من مناطق يكون جف من البحر ولم يتعرض لمياه الأمطار في هذه الصخور وايضا يكون خزن بعناية ولم يتعرض لرطوبة عالية أو لمياه الأمطار أثناء تخزينه والسبب أنه عندما يتعرض لمياه الأمطار هي تزيل منه معظم كلوريد الصوديوم لأن كلوريد الصوديوم هل سهل الإذابة جدًا مقارنة ببقية الأملاح التي معدل ذوبانها أقل وبهذا يصبح تركيز بقية الأملاح أعلى وبهذا يقل طعم الملوحة المميز لملح الطعام ويتغير طعمه لطعم معدني فاسد. وأيضًا ممكن أن يصبح مضر للصحة. فلهذا يستخرجوه عن طريق ازالة الطبقة السطحية واستخدام الطبقة التي هي أقرب للصخور ليكون تركيز ملح كلوريد الصوديوم جيد. وأيضًا يخزن بطريقة تمنع عنه الرطوبة وهذا صعب في هذا الزمان لأنه لم يكن هناك الأنية البلاستيكية فكان الأغنياء يضعونه في أوعية زجاجية ولكن البسطاء كانوا يخزنوه في منسوجات (مسح) وهذا بالطبع يتسرب منه الرطوبة ويسرب معه ملح الطعام ويترك الباقي من الأملاح التي بدون ملوحة فهي فاسدة. فعندما يقول الرب يسوع المسيح له كل المجد "أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ" (انجيل متى 5: 13). هو بالفعل يتكلم عن ملح يفسد. والتعبير اليوناني المستخدم لكلمة يفسد موراينو μωραίνω G3471 هو يعني يصبح بدون طعم الملوحة فلهذا الرب يسوع يقول إن الملح الذي يقل تركيزه أو يقل طعمه الملحي أو يتأكسد لا يصلح للاستخدام وهذا تعبير صحيح ودقيق بعد أن فهمنا أنه على ملح البحر الميت. وهو ما قاله لوقا البشير نقلًا عن الرب يسوع المسيح ولقبه بملح جيد 34 «اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلكِنْ إِذَا فَسَدَ الْمِلْحُ، فَبِمَاذَا يُصْلَحُ؟ 35 لاَ يَصْلُحُ لأَرْضٍ وَلاَ لِمَزْبَلَةٍ، فَيَطْرَحُونَهُ خَارِجًا. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ». (انجيل لوقا 14: 34-35). النقطة الثانية بعدما اتضح أنه فعلًا يفسد فيطرح ولكن لوقا البشير يقول لا يصلح لأرض ولا مزبلة. فهم لا يلقونه في الأرض الزراعية لكيلا تفسد من الملوحة. ومرقس البشير نقلًا عن الرب يسوع المسيح وضح أكثر قائلا "اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلكِنْ إِذَا صَارَ الْمِلْحُ بِلاَ مُلُوحَةٍ، فَبِمَاذَا تُصْلِحُونَهُ؟ لِيَكُنْ لَكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ مِلْحٌ، وَسَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا». (إنجيل مرقس 9: 50). فهو يشرح ويوضح أن المقصود هو أنه يقل ملوحته. فالملح بالفعل يفسد بأن تقل ملوحته أي يقل تركيز كلوريد الصوديوم وسط باقي الاملاح المختلفة فتقل ملوحته ويتحول طعمه لطعم معدني وأيضا باقي الأملاح التي به هي قابلة للأكسدة والفساد. وبعض الاملاح متى تأكسد هي تتحول لأكاسيد أملاح غير قابلة للذوبان في المياه وتكون كرستالات خشنة لا تذوب فلا تصلح للتمليح أصلا. أيضًا يقول الرب يسوع المسيح معلومة اخرى مهم ان نفهمها وهي أنه يطرح خارجا وتدوسه الناس ولكن في لوقا البشير يقول الرب يسوع لا يصلح لأرض ولا لمزبلة فلمن لا يفهم الخلفية اليهودية قد يرى هذا تناقض. هذا الملح لما فيه من بوتاسيوم ومغنيسيوم يستخدم في الأراضي الزراعية بنسبة قليلة جدًا ولو ارتفعت نسبته تفسد الأرض فلا يصلح أن يستمروا يلقونه في الأرض الزراعية لألا تملح وتفسد. فهو يرش بنسبة قليلة ويدوسونه بأرجلهم اثناء رشه. ولكن الرب يسوع بتعبير خارجا هو له خلفية يهودية. هذا التعبير لا يقصد به أرض خلاء وإلا سيفسدها الملح ولو فعلوا هذا تسمى أرض فاسدة لأنها زرعت ملح كما شرحت في موضوع " الرد على شبهة هل الملح يزرع؟ قضاة 9: 45" فهذا التعبير خارجًا هو مقصود به الدار الخارجية من الهيكل وهذا يفهمه اليهود جيدًا ولهذا لم يعترض واحد منهم ويقول له لا نستطيع أن نلقيه خارجًا في أي أرض. فمن يسمعه من اليهود يفهم أنه يتكلم عن الدارة الخارجية لأن هذا ما كانوا يرونه بأعينهم. فبالفعل هذه الاملاح التي كانوا يستخرجونها من البحر الميت هي كانت على شكل أملاح صغيرة فعندما تفسد بمعنى كما فهمنا يقل تركيز كلوريد الصوديوم فيها ويقل طعم الملوحة وكانت تتحول لكرستالات صلبة خشنة لا تذوب في المياه فكانوا اليهود في هذا الوقت يستخدموها في أنهم يلقونها على أرضية الهيكل الرخامية الخارجية في أيام المطر وحتى في أيام تساقط الثلوج لكي تمنع انزلاق الناس على رخام أرضية الدار الخارجية لأنه يسبب خشونة واحتكاك للأحذية بالأرض فلا يتزحلق الذي يسير على أرض مبللة وهي كرستالات لا تذوب فتستمر في مفعول الحماية لأيام. فبالفعل الملح الذي يقل تركيزه وطعم ملوحته كان مصيره أن يستخدم استخدام أخر. فبدل من أن يستخدم في الطعام أو في تمليح الذبائح المقدسة أصبح يستخدم تحت الأقدام للحماية. وتأكيد ما قلته هو يشابه ما نقله المفسر ادم كلارك عن اقوال الرباوات اليهود القدامى. "أن يُداس تحت الأقدام -كان هناك نوع من الملح في يهوذا، والذي تم إنتاجه في البحيرة، ومن ثم يُسمى الملح القيري، يفسد بسهولة، ولا فائدة له سوى نشره في جزء من الهيكل، لمنع الانزلاق في الطقس الرطب (الأمطار). ربما هذا هو ما يشير إليه ربنا في هذا المكان. وجود مثل هذا الملح، وتطبيقه لمثل هذا الاستخدام، أثبته شوتجينيوس إلى حد كبير في كتابه Horae Hebraicae، المجلد الأول، ص 18". أيضًا هذا المثل كما أشرت يوضح أمر مهم وهو أنه لو لم يفهم الخلفية البيئية جيدًا قد يبنى على المثال معنى روحي غير دقيق. ففي هذا المثل لو لا يفهم جيدًا ان المقصود بفساد الملح تحوله لكرستالات لا تذوب ويتغير استخدامها من التلميح للحماية. ولو لا يفهم أن المقصود بخارجا هو الدار الخارجية من الهيكل أي الساحة فقد يفهم منه رفض الشخص الذي يفسد تمامًا ولكن بفهم الخلفية اليهودية نرى تغير في نوع الاستخدام والمكانة وليس رفض كلي مباشرة. نلاحظ أيضًا أن هذا ينبه كثير من المؤمنين لأن ممكن مؤمن يكون ملح جيد ولكن إن لم يلاحظ طرقة جيدًا وأن لم يستمر في حياة الجهاد ممكن يبدأ يفسد تدريجيًا ويتحول إلى ملح فاسد. وأيضا حتى الذي كان مؤمن وله موهبة معينة وفسد هذا لايزال يسمح الرب له باستخدام آخر ولكن ليس لأنه ملح جيد ولا لكرامة له فهو فسد؛ ولكن لفائدة الأخرين فلا ينزع منه الموهبة المستخدمة لفائدة الاخرين. فنجد أن الملح الفاسد استخدم لمنع البعض من السقوط. ليس لأي صلاح فيه. فمن الممكن ان يعطي الرب موهبة لخادم ولكنه للأسف يسقط في التكبر أو غيرها من الخطايا وبعد أن بدأ بالروح يكمل بالجسد ويصبح هو مرفوض ولكن لا ينزع عنه الرب الموهبة لأن الرب سيظل يستخدم الموهبة التي مع هذا الخادم الفاسد لفائدة وخير أبناؤه. فلهذا الانسان لا يفتخر بموهبة المستمرة عنده ولا غيره بل حتى مع هذا يجب أن يكمل طريق غربته بخوف. "إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ،" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 12) لكيلا يصبح من المرفوضين هذا المثل بناء عليه يمكن فهم أكثر الأشخاص الذين يقول لهم الرب يسوع المسيح "22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23 فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!" (أنجيل متى 7: 22-23). فبدون هذه الخلفية قد يتعجب البعض كيف مؤمنين يفعلون معجزات ويقول لهم الرب لا أعرفكم! فبدل من أن كان يملح الذبيحة المقدسة أصبح يمنع الناس من السقوط ولكنه هو نفسه أصبح مرفوض ومداس. مثال خرج الزارع ليزرع. هذا المثل المهم الذي فسره رب المجد بنفسه هو واضح ولكن أيضًأ بعض التوضيحات للخلفيات التي وراؤه. 3 فَكَلَّمَهُمْ كَثِيرًا بِأَمْثَال قَائِلًا: «هُوَذَا الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ، 4 وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ. 5 وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالًا إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. 6 وَلكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. 7 وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الشَّوْكِ، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. 8 وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَرًا، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ. 9 مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ». 10 فَتَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَال؟» 11 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا لأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ. 12 فَإِنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ، وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ. 13 مِنْ أَجْلِ هذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَال، لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. 14 فَقَدْ تَمَّتْ فِيهِمْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَاءَ الْقَائِلَةُ: تَسْمَعُونَ سَمْعًا وَلاَ تَفْهَمُونَ، وَمُبْصِرِينَ تُبْصِرُونَ وَلاَ تَنْظُرُونَ. 15 لأَنَّ قَلْبَ هذَا الشَّعْب قَدْ غَلُظَ، وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا. وَغَمَّضُوا عُيُونَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ، وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ. 16 وَلكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ، وَلآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ. 17 فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَارًا كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا. 18 «فَاسْمَعُوا أَنْتُمْ مَثَلَ الزَّارِعِ: 19 كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ الْمَلَكُوتِ وَلاَ يَفْهَمُ، فَيَأْتِي الشِّرِّيرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ. هذَا هُوَ الْمَزْرُوعُ عَلَى الطَّرِيقِ. 20 وَالْمَزْرُوعُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَحَالًا يَقْبَلُهَا بِفَرَحٍ، 21 وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي ذَاتِهِ، بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ. فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ فَحَالًا يَعْثُرُ. 22 وَالْمَزْرُوعُ بَيْنَ الشَّوْكِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَهَمُّ هذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى يَخْنُقَانِ الْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ. 23 وَأَمَّا الْمَزْرُوعُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ، فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ». (إنجيل متى 13: 3-23). يفهم هذا المثل لمن يدرك خلفيته والمكان الذي كان يتكلم فيه الرب يسوع المسيح. فالإنجيل يقول 1 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الْبَيْتِ وَجَلَسَ عِنْدَ الْبَحْرِ، 2 فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ السَّفِينَةَ وَجَلَسَ. وَالْجَمْعُ كُلُّهُ وَقَفَ عَلَى الشَّاطِئِ." (إنجيل متى 13: 1-2). الرب يسوع قال هذا المثل وهو على شاطئ بحيرة طبرية وامامه منطقة مفتوحة بها أنواع مختلفة من التربة. فهذه صورة من بحيرة طبرية لمنطقة تشبه التي كان يتكلم فيها الرب يسوع. صورة من جوجل ايرث لبحيرة طبرية لمكان يشبه المكان الذي قال فيه الرب يسوع مثال خرج الزارع ليزرع. واليهود كانوا في هذا الوقت عندهم طريق يفصل ما بين شاطئ البحيرة والأرض الزراعية فهي شاطئ به صخور وشوك وقطع صغيرة طينية ثم طريق ثم أرض زراعية كبيرة أي ما يقوله لهم لو نظروا سيروا ما يقوله لهم بل هم يعيشونه. والرب يسوع المسيح هو الزارع وكل شخص واقف أما قدمه على حجر أو طريق أو تألم من شوك أو أرض ترابية جيدة. فالذين على الطريق اختاروا هذا ليسهل انصرافهم بسرعة ويروا من يدخل ومن يخرج ولكن النتيجة يتشتتوا فعلا ولا يستطيعوا التركيز فيما يقول بسبب ازعاج كل من يدخل ويخرج او يعبر. والذين على الشوك اختاروا منطقة فارغة بدون تعب الاقتراب من الناس ولكن هم بالفعل أصبحوا مخنوقين من الم الشوك في اقدامهم كلما تحركوا وغير مركزين فيما يقال. والذين وقفوا على أرض محجرة بعد قليل بدوءا يتألموا في وقفتهم لصلابة السطح. اما الذين وقفوا على الارض الجيدة متسعة كان همهم اختيار أفضل مكان يسمع الرب بتدقيق بغض النظر عن اي ظروف أخرى. ولهذا قال للتلاميذ لكم اعطي الملكوت لأنهم كملوا معه ام الباقيين كل واحد عنده مشكلة وانصرف ولم يستفاد شيءً كثيرًا رغم أنهم سمعوا. نقطة جانبية في البداية لماذا يقول وقفوا ولم يقول جلسوا؟ الأمر إجابته في الخلفية اليهودية فهكذا كانت عادة الأمة، أن يجلس المعلمون حين يلقون محاضراتهم؛ ويقف التلاميذ؛ واستمرت هذه العادة الشرفية حتى وفاة غماليئيل الشيخ المذكور في أعمال الرسل ابن سمعان الشيخ وحفيد هليل العظيم؛ ثم توقفت إلى حد أنه أصبح التلاميذ كانوا يجلسون حين يجلس معلميهم. ومن هنا جاء تعبير يقوله اليهود القدامى: "ومنذ ذلك الوقت مات ذلك الحاخام غماليئيل الشيخ، هلك شرف الناموس، وماتت الطهارة والفريسية". حيث يكتب لنا مجيلاه: "قبل وفاته كانت الصحة في العالم، وتعلموا الناموس وهم واقفون؛ ولكن عندما مات نزل المرض إلى العالم، وأُجبروا على تعلم الناموس وهم جالسون." فهذا يوضح لماذا يقول تعبير واقفون رغم أنه نتوقع أن يقول جالسون. السؤال المهم بعد أن عرف من المثل بوضوح ان الزارع هو الرب فكيف الرب يمثل نفسه بزارع غير مدقق وبزور تسقط منه على الطريق وبزور أخرى تسقط منه على الشوك وأخرى على الأحجار؟ اليس هذا تبديد للبذور؟ والزارع المدقق لا يفعل ذلك حاليا، فلماذا يقول مثال يظهر فيه انه غير مدقق؟ اجابة السؤال هو لم يلقي ولهذا التعبير سقط فهو لم يلقيهم بل هم الذين اختاروا أماكن الوقوف وكل شخص تحمل نتيجة اختياره. ولكن يستمر السؤال لماذا في المثل الزارع لم يدقق في مكان سقوط البذور وبدد بعض البذور؟ بالإضافة لمعناه الروحي كثيرين يدعون وقليلون ينتخبون والرب يرسل كلمته للكل ولكن حتى خلفيته اليهودية مهمة. فنرى ثلاثة سيناريوهات مختلفة عن الطبيعي تحدث هنا، طريق مطروق، وأماكن صخرية، وبين الأشواك. ولكن الزارع اليهودي يلقي فيها قلة من البذور. لا ينوي الزارع في كل هذه الحالات الثلاث حصاد أي من هذه البذور. لن يطرد الطيور، ولن يقلق كثيرًا بشأن هذه البذور لأنه لم يكن ينوي حصادها. هذا لا يقلل من أهمية البذور. وهو لم يسمح بسقوط هذه البزور كإهمال بل لأنه تعلم التوراة أن المزارع لم يكن ليحصد زوايا حقله. كانت هذه الزوايا والبذور المتساقطة من أجل توفير الطعام للفقراء والمحتاجين أي ما ينمو منها يترك للغريب واليتيم والضيف. فالبعض حاليا بدون الخلفية اليهودية قد يظن أن البذور كانت مهدرة. ولكن عند اليهود يسمحوا بهذا، إذا حدث أن تنبت أي من هذه البذور ووفرت أي محصول بين الصخور أو في الشوك أو على جانبي الطريق في أي بقعة قد تنموا فيها، فإنها كانت مهمة للغاية لإطعام المحتاجين والغرباء كبديل لزوايا حقله المأمور ان يتركها ولا يحصدها " 9 «وَعِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ لاَ تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَ فِي الْحَصَادِ. وَلُقَاطَ حَصِيدِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. 10 وَكَرْمَكَ لاَ تُعَلِّلْهُ، وَنِثَارَ كَرْمِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. لِلْمِسْكِينِ وَالْغَرِيبِ تَتْرُكُهُ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ." (سفر الاويين 19: 9-10)؛ ويتكرر هذا عدة مرات (لاويين 23: 22؛ أيوب 38: 41؛ يونان 4: 11؛ مز 36: 6؛ 145: 16). في العصر الحديث، لا يفعل المزارع هذا ويحاول ألا يكون هناك بعض البذور الضائعة. ولكن الخلفية اليهودية توضح أن هذه البذور هي ليست ضائعة ولكن تحقق غرضًا أعلى حسب الخلفية اليهودية للغرباء لأنهم مأمورين بأن يترك البعض للغرباء. ولهذا لم يعترض أحد على هذه التفصيلات لأن هذا ما يفعلونه في حياتهم اليومية. بل هذا مسجل عند اليهود بأنهم كانوا يفعلون هذا بالفعل. فدار حديث حول بعض قوانين الكليم (أو، قوانين البذور من أنواع مختلفة)، والسنة السابعة: حيث نجد، من بين الوصايا أن يفعلوا هذا للفقراء؛ "يقول الحاخام شمعون بن لاكيش أنه يتحرر [من تلك القوانين] من يزرع بذوره بجانب البحر، على الصخور، والأرصفة، والأماكن الصخرية." أمر أخير وهو يقول " وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَرًا، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ" فالأرض الجيدة فسرها رب المجد " وَأَمَّا الْمَزْرُوعُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ، فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ" فهو يشير للإنسان الذي قلبه صالح ويبحث عن كلمة الرب ومتى تلقاها يثمر. ويوجد تاملات روحية كثيرة على رقم ثلاثين وستين ومئة وعلاقتها بالإنسان المؤمن. فلن أتطرق للمعاني الروحية التي قدمها الشراح الرائعين. ولكن خلفيتها اليهودية أنهم في هذا الوقت كانوا يعرفون أن حتى الأرض الجيدة مختلفة حسب حداثتها بمعنى غالبًا ما يوسع المزارعون حقولهم بالانتقال إلى المناطق المجاورة للحقل الغير مأهولة التي توجد بها صخور وأشواك لتنظيفها ليضيفوها للحق. فعندما ينظفون قطعة أرض من الصخور أو الأشواك تنتج أولا ثمار قليلة بنسبة 30% ثم يستمر يعمل فيها فيجد لا تزال أشواك تخرج فيستمر في إزالته أو صخور متبقية تحت سطح التربة فيستمر يعمل فيها ويزيلها أكثر فتتضاعف فتنتج 60% ثم في المرة القادة يزيل البقية الباقية من الأشواك أو الصخور فتصل لمستوى إنتاج الأرض الجيدة وهو 100%. ويعمل الله بنفس الطريقة. فقد يبدأ بقطعة صغيرة تنتج ثمارًا. ثم يقوم ببطء بتنظيف المزيد من الأرض لزراعة المزيد من المحاصيل. وكانت الأرض تُزرع بالبذور موسميًا. وكل موسم يعتبر ميلاد جديد. لقد فهم الشعب اليهودي هذا. وكان لديهم قول مفاده أنه بمجرد ظهور قمر جديد في السماء فإن الشهر "يولد من جديد". هذا هو المفهوم الذي كان الرب يسوع المسيح يعلمه لنيقوديموس عندما قال "يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ" (يوحنا 3: 5-12). يمر الناس بمواسم في حياتهم. في بعض الأحيان يستغرق الأمر وقتًا أطول حتى يقوم الله بتطهير حقل قلب الإنسان حتى يمكن أن يحدث نمو دائم. من وجهة نظرنا، لن نعرف أبدًا متى أكمل الله تطهير الحقل. وعلى نفس المنوال، يبدو أن بعض الحقول الصخرية التي تم تطهيرها وبدأت تنمو لا يزال بها صخور تحت التربة يتعين على المزارع إزالتها باستمرار تمامًا كما يتعين على الأشواك أن تُقتلع من جزورها باستمرار من الحقل. يعمل الله بقلب راغب ليس فقط لإعداد التربة في البداية ولكن لمواصلة العمل في التربة طوال حياتهم. ولكن البعض يتساءل لماذا متى البشير يقول ترتيب مخالف مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ؟ بترتيب عكسي لما قاله مرقس البشير الذي ذكر وَاحِدٌ ثَلاَثِينَ وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ مِئَةً؟ وبخاصة أن متى البشير (اليهودي) يكلم اليهود فلماذا ذكر هذا الترتيب 100 60 30؟ أيضًا اليهود لهم مقولة بمعنى مختلف تماما وفعلا هو عكسي، وهو عن تناقص خصوبة الأرض التي لم تترك فترة لتستريح وتعيد تنشيط نفسها في سنة السبت. فأرض إسرائيل؛ والتي يتحدث عنها التلموديون كثيرًا ومع ذلك يعترفون بأنها تحولت منذ فترة طويلة إلى قلة خصوبة؛ وتوجد مقولات يهودية عن هذا مثل: "قال الحاخام يوحنان، إن أسوأ الفاكهة التي نأكلها في شبابنا تفوقت على أفضل ما نأكله الآن في شيخوختنا: ففي أيامه تغير العالم." و"قال ر. تشايجا بار با إن مكيال أربيل كان ينتج سابقًا مكيالًا من الدقيق، ومكيالًا من الدقيق، ومكيالًا من النخالة، ومكيالًا من النخالة الخشنة، ومكيالًا من النخالة الأكثر خشونة، ومكيالًا من النخالة الأكثر خشونة أيضًا: ولكن الآن بالكاد يأتي مكيال واحد من مكيال واحد." فلهذا بعد فهم الخلفية البيئية اليهودية ممكن نستنتج معنى روحي مختلف فالمعنى الروحي من هذا أن حتى الخادم الذي يبدا حارًا لو لم يتخذ فترة روحية كخلوة متكررة في أثناء حياته وخدمته قد يتناقص ثمره تدريجيا لمشغوليات الخدمة. متى أدركنا هذا نجد ان المعنى الروحي المقصود هو قد يكون ليس المقصود به فقط ما تقوله التأملات الكثيرة عن درجات الإنسان الروحي بل ما يقصد به الرب هو الاحتياج لفترة الراحة والخلوة متى تناقص الثمر. مثال الحنطة والزوان. أيضًا مثال الحنطة والزوان والذي نعرفه جيدًا وله معاني روحية رائعة ولكن بالتدقيق قد تبرز أسئلة. "24 قَدَّمَ لَهُمْ مَثَلًا آخَرَ قِائِلًا: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا زَرَعَ زَرْعًا جَيِّدًا فِي حَقْلِهِ. 25 وَفِيمَا النَّاسُ نِيَامٌ جَاءَ عَدُوُّهُ وَزَرَعَ زَوَانًا فِي وَسْطِ الْحِنْطَةِ وَمَضَى. 26 فَلَمَّا طَلَعَ النَّبَاتُ وَصَنَعَ ثَمَرًا، حِينَئِذٍ ظَهَرَ الزَّوَانُ أَيْضًا. 27 فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ الْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، أَلَيْسَ زَرْعًا جَيِّدًا زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ؟ 28 فَقَالَ لَهُمْ: إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هذَا. فَقَالَ لَهُ الْعَبِيدُ: أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟ 29 فَقَالَ: لاَ! لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. 30 دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعًا إِلَى الْحَصَادِ، وَفِي وَقْتِ الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا أَوَّلًا الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَمًا لِيُحْرَقَ، وَأَمَّا الْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَني». (إنجيل متى 13: 24-30). في اغلب الأماكن الزوان Tares أو الأعشاب الضارة يتم ازالتها من البداية لكيلا تسرق غذاء المحصول فتنتج محصول ضعيف. ويتم ازالتها بسهولة لأن شكلها من البداية مختلف عن الحنطة أي القمح وشكل نبات القمح سواء في صغره أو في نموه حتى ينتج سنابل. فقد يتعجب البعض ويقول لماذا لم يتم تنقيتهم من البداية ليتوفر غذاء أكثر للقمح؟ وهذا ما يفعله المزارعين حاليا. فالمعنى الروحي معروف لترك فرصة للأشرار حتى وقت الدينونة. ولكن السؤال سيصبح أن المثل لا يتفق مع ما يفعله المزارعين فهل هو مثل خطا حتى لو معناه صحيح؟ بالطبع لا وكلام الرب يسوع المسيح دقيق جدًا ولكن في الخلفية البيئية التي يتكلم عنها الرب يسوع يفهم أكثر. فالزوان المذكور هنا في اليوناني ζιζάνιον، 2215 هو بيئيا نوع من الزوان، موجود في أرض إسرائيل وهو الأكثر شيوعًا من بين الأنواع الأربعة في إسرائيل، وهو يسمى باللغة الدارجة الملتحي، وينمو في حقول الحبوب، وخلال المراحل المبكرة من النمو، كان من الصعب جدًا التمييز بينها لأنها تبدو فعلا وكأنها قمح. بطول القمح والشعير، ويشبه القمح في المظهر. ولهذا كان يلقبها اليهود قمحًا فاسدًا لأنها نفس شكل القمح أثناء النمو. بل بعضهم أضاف قصص انه كان في الأصل قمح وفسد بفساد الطبيعة. وأطلق عليه الحاخامون اسم "الزوان". ووصفوها بأن هذه البذور سامة للإنسان والحيوانات العاشبة، وتتسبب في النعاس والغثيان والتشنجات وحتى الموت (وهي غير ضارة بالدواجن). وبالفعل بيئيا صعب فصل النباتات هذه عن القمح حتى تنضح فيتضح نوعها، فيمكن المخاطرة بفصلها ولكن سيتم نزع بالخطأ نسبة مرتفعة من الحنطة. فلهذا المثال بيئًا صحيح لأنه يخسر بعض غذاء التربة لكيلا يضحي بقمح جيد. وملاحظة أخرى وهي أن التوراة علمت أن المزارع لا ينبغي له أن يزرع نوعين مختلفين من البذور في حقل واحد (تث 22: 9). فهذا الشرير (المقصود به الشيطان) هو ليس فقط ضايق صاحب الكرم ولكن فعلته هذه تخالف الوصايا وهذا يوضح بالإضافة للمعاني الروحية الكثيرة للمثل بأن الوصايا لابد أن تتبع. ملحوظة متى البشير يركز على أن التلاميذ طلبوا من الرب يسوع تفسير مثال الزوان. "حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ». فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «اَلزَّارِعُ الزَّرْعَ الْجَيِّدَ هُوَ ابْنُ الإِنْسَانِ. وَالْحَقْلُ هُوَ الْعَالَمُ. وَالزَّرْعُ الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو الْمَلَكُوتِ. وَالزَّوَانُ هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ. وَالْعَدُوُّ الَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ. وَالْحَصَادُ هُوَ انْقِضَاءُ الْعَالَمِ. وَالْحَصَّادُونَ هُمُ الْمَلاَئِكَةُ. فَكَمَا يُجْمَعُ الزَّوَانُ وَيُحْرَقُ بِالنَّارِ، هكَذَا يَكُونُ فِي انْقِضَاءِ هذَا الْعَالَمِ: يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ، وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ" (إنجيل متى 13: 36-43) فالرب يسوع المسيح له كل المجد بنفسه فسر المثل فلا يحتاج تفسير أكثر ولكنهم لم يتعجبوا لماذا السيد لم يأمر من البداية بإزالة الزوان لأنهم كيهود يعرفون هذا النوع من الزوان وتشابهه مع الحنطة فمن الخطأ إزالته. أخيرا الرب يسوع يكمل تفسيره لمثال الحنطة والزوان بعد طرح الأشرار في اتون النار بتعبير "حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ." هذا أيضًا تعبير يهودي فيقول اليهود "إن وجوه "الأبرار"، كما يقولون، في الوقت القادم، ستكون דומות לחמה، "مثل الشمس"، والقمر، والنجوم والكواكب، والبروق، والزنابق، ومصباح المقدس." وأيضًا يقول اليهود تعبير شهير عندهم "إيلوهيم في الوقت القادم، سيُجمِّل جسد "الأبرار"، كجمال الإنسان الأول، عندما دخل الفردوس، وفقًا لإشعياء 58: 11 وأن الروح، بينما هي في كرامتها، ستُدعم بالنور الأعلى، وستُلبس به؛ وعندما يدخل الجسد بعد ذلك، فإنه يدخل بهذا النور؛ وعندئذٍ يضيء الجسد، כזהר הרקיע، "كضياء السماء": كما قيل في دانيال 12: 3." ولكن نقطة هامة هنا فيها يؤكد الرب يسوع المسيح مع تلاميذه اليهود أن ما يعرفونه أن الذي سيفعل هذا هو يهوه إيلوهيم وهنا يؤكد لهم أنه هو ابن الإنسان يهوه إيلوهيم الظاهر في الجسد هو الذي سيفعل ذلك عندما يقول لهم " يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ. . ." فهذا التعبير هو إعلان لاهوت بالمفهوم اليهودي. خاتمة. سؤال جانبي وهو لماذا لم يعترض اليهود أنه يكلمهم بأمثال؟ السبب أنهم متعودين على هذا فلم يكن هناك شكل من أشكال البلاغة اليهودية أكثر استخدامًا من الأمثال. وتضايق اليهود عندما بدأت تقل الأمثال. ويقال، في التلمود، أنه منذ وفاة الحاخام مائير، توقف أولئك الذين تحدثوا بالأمثال. وتكثر الكتب اليهودية القديمة بهذه الطريقة من الأمثال، ولهذا سمى بعض الراباوات القدامى دينهم بالمثلاية؛ "إن الأمثال كانت مطوية داخل أغطية الاحتفالات؛ وكانت خطابتهم في عظاتهم تشبهها. ولكن من العجيب حقًا أن أولئك الذين كانوا مولعين بالأمثال وتلذذوا بها؛ وبارعين في شرحها، ظلوا في القشرة الخارجية للاحتفالات، ولم يتمكنوا من استخراج المعنى الرمزي والروحي لها؛ ولم يكن قادرًا على استخراجها. فهم يرون القشرة ولا يرون النواة. ولطن مرة أخرى كانت هذه امثلة من الكثير جدا الذي يوضح أهمية الخلفية البيئية لفهم أعمق وأروع لكلمات الكتاب المقدس. والمجد لله دائما |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ينبوع في أمثال الرب يسوع |
أمثال الرب يسوع ودليل الوهيته يسوع كيهوه الراعي الصالح |
أمثال الرب يسوع ودليل الوهيته يسوع كيهوه غافر الخطايا |
يسوع المسيح والتقاليد اليهودية |
أمثال الرب يسوع المسيح |