![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إشارات ورموز من العهد القديم إحدى عطايا النعمة: نلاحظ أن الشعب لم يطلب السحابة، بل ولا كانت في حدود توقعاتهم، لكنها كانت إحدى عطايا النعمة. والشعب إذ وجد نفسه ”إِيثَامَ فِي طَرَفِ الْبَرِّيَّةِ“، لا يعرف خطوة واحدة من طريقه إلى أرض الموعد، كم نتوقع إن كان فرحهم عظيمًا بتلك السحابة التي كانت ستقود رحلتهم من البداية وحتى النهاية. ونظرًا لأن السحابة كانت إحدى عطايا النعمة، فإننا نلاحظ أنها لم تفارق الشعب قط طوال رحلتهم، وذلك رغم تذمراتهم الكثيرة وفشلهم وعدم استحقاقهم. نعم لقد امتلأت سنو البرية بالفشل، ومع ذلك، وكما قال نحميا: «لَمْ يَزُلْ عَنْهُمْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَارًا لِهِدَايَتِهِمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلاَ عَمُودُ النَّارِ لَيْلاً لِيُضِيءَ لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي يَسِيرُونَ فِيهَا» (نح٩: ١٩). وهذا وذاك ينطبق أيضًا على عطية الروح القدس. فلقد قال المسيح لتلاميذه في خطاب العلية الذي قاله في ليلة الوداع: «وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ» (يو١٤: ١٦). والتلاميذ لم يطلبوا هذه العطية العُظمى؛ المُعزِّي، لكن الرب هو الذي وعد بإرساله لهم، كما وعد بأنه سيمكث معهم إلى الأبد. وكما لم يَزُل عمود السحاب عن الشعب طول رحلة البرية، هكذا لم يترك الروح القدس الكنيسة على الإطلاق، ولن يتركها، رغم تصور البعض أنه تركها، وذلك بموجب وعد الرب الصريح أنه يمكث معنا إلى الأبد (يو١٤: ١٦). |
![]() |
|