لم يعزف داود على وتر واحد. فالتنوع الموسيقي العجيب في المزامير يتراوح بين نغمة الألم العميق، المنخفضة (مز٢٢: ١-٢١)، صعودًا إلى أعلى السلم حيث نبرة الفرح والتسبيح والسجود (مز١٤٦-١٥٠). فالموسيقى في حد ذاتها لها قوة تأثير عميق على العواطف. حتى الملك نَبُوخَذْنَصَّرَ، استخدم كل أنواع الآلات والموسيقى ليستثير شعبه، ليسجدوا لتمثاله الوثني (دا٣: ٤-١٥). ولكن ما أعظم الاختلاف بين موسيقى كتلك وبين موسيقى المزامير. فهذه الأخيرة لا تستنهض قلوب الشعب بكيفية عجيبة فقط، بل وتؤثر أيضًا على ضمائرهم. فقد صمم الله هذه الموسيقى، ليهدي النفوس إلى الرب، لا الأوثان.