ونحن أيضاً المدعوين بنعمتك إلى خدمتك ونحن غير المستحقين اِقبلنا إليك

[Mary Naeem]

قداسة البابا تواضروس الثاني




“ونحن أيضاً المدعوين بنعمتك إلى خدمتك ونحن غير المستحقين اِقبلنا إليك”

عظة الأربعاء 18-12-2024

كنيسة السيدة العذراء والقديس البابا كيرلس السادس بأغاخان بشبرا– القاهرة

باسم الآب و الابن و الروح القدس الإله واحد … آمين
تحل علينا نعمته و رحمته من الآن وإلى الأبد … آمين

“أنا في غاية الفرح أن أزور هذه الكنيسة الجديدة، وسعيد بكل التفاصيل الجميلة وبأن تلد كنيسة، كنيسة أخرى، وكنيسة ثالثة في أرض أيوب، وأنتم شعب جميل”، ونشكر الضيوف والمسئولين وفريق الكورال وخورس الشمامسة على الألحان المنضبطة.

الاستقرار الديني ينشئ مواطناً أكثر إنتاجية ووطنية، أن وجود كنيسة في مكانٍ ما يمنح الاستقرار الديني، ومصر بدأتتأخذ خطوات جادة في هذا السياق، والاستقرار الديني ينشئ مواطناً أكثر إنتاجية وأكثر وطنية، والتضييق لا ينتج مواطناً صالحاً لذا فنحن نشكر المسؤولين الذين يدعمون هذا الاستقرار، كما نشكر كل المسؤولين الذين لهم جهود هنا.

نشكر ربنا على الفرحة الكبيرة ونشكر رجال الشرطة على النظام

ونشكر دار الكتاب المقدس على جهودهم الكبيرة في خدمتكم و ومحبتكم واهتمامكم . واستمرار المعرض السنوى

“الكتاب المقدس منجم لآلى وروضة للنفوس”

بدأنا منذ فترة التأمل فى سلسلة “طِلبات من القداس الغريغوري”الجزء الأول 22 طلبة يبدأ “نعم نسألك أيها المسيح إلهنا: ثبت اساس الكنيسة” ، والجزء الثانى 14 طلبة ” شفاءً للمرضي، راحة للمعوزين”

اليوم نختم معكم الـتأمل فى الطلبات “ونحن أيضًا المدعوين بنعمتك إلى خدمتك، ونحن غير المستحقين اِقبلنا إليك”

نقرأ المزمور الثالث والعشرون من مزامير داود النبى

” الرب راعي فلا يعوزني شيء

في مراع خضر يربضني . إلى مياه الراحة يوردني

يرد نفسي. يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه

أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا، لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني

ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي. مسحت بالدهن رأسي. كأسي ريا

إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي، وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام”

أن هذه الطِلبة مقصود بها جميع الخدام وحتى الآباء الكهنة والأساقفة:

– “المدعوين”، هذه دعوة بلا استحقاق.

– “بنعمتك”، هذه نعمة بلا مقابل.

– “إلى خدمتك”، هذه خدمة بلا افتخار.

– “ونحن غير المستحقين اِقبلنا إليك”، وهذا قبول بلا حدود.

– “المدعوين“:

١– كل الخدام مدعوين للخدمة.

٢– الخدمة هي ترقية لغسل الأرجل.

٣– الله يدعو الضعفاء للخدمة، مثال داود، “مِنْ خَلْفِ الْمُرْضِعَاتِ أَتَى بِهِ، لِيَرْعَى يَعْقُوبَ شَعْبَهُ” (مز ٧٨: ٧١).كان لديه شعور بالضعف” أنا صغيرا كنت في أخوتي، وحدثا في بيت أبي، كنت راعيا غنم أبي.“ (مز1:151)، جدعون ” هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى، وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي” ربنا متخصص فى دعوة الضعفاء
“الله لايختار المستحقيين ..الله يجعل المختارين مستحقيين” القديس يوحنا ذهبى الفم
“الله يعطى قوة من الضعف لأنه يظهر عمله فى غير المستحقيين ” القديس أغسطينوس

٤– عند قبول مسئولية الخدمة يجب التأكد من أن الله والكنيسة هما أغلى شيء لدى النفس.

٥– عند تلبية الدعوة للخدمة يجب أن نصلي بحرارة ونفكر جيدًا ونطلب المشورة.

٦– عند الدعوة للخدمة نطلب من الله حارس الدعوة وهو “الاتضاع”، لأنه يحفظ النعمة المعطاة.

“بنعمتك“:

١– النعمة عطية مجانية من الله، لذلك يجب الشكر عليها كل يوم.

٢– النعمة تؤهل الخدمة والدعوة ، مثال السيدة العذراء، وبولس الرسول، “لأَنِّي أَصْغَرُ الرُّسُلِ، أَنَا الَّذِي لَسْتُ أَهْلًا لأَنْ أُدْعَى رَسُولًا، لأَنِّي اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ اللهِ. وَلكِنْ بِنِعْمَةِ اللهِ أَنَا مَا أَنَا، وَنِعْمَتُهُ الْمُعْطَاةُ لِي لَمْ تَكُنْ بَاطِلَةً” (١ كو ١٥: ٩، ١٠).

٣– النعمة تُحوّل الضعف إلى قوة، لذلك نعطي المجد لله، “فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ” (يو ٢٠: ١٨).

“الله يسكب نعمته كالمطر لا ليكافىء من يعمل بل ليحيى من لايستطيع العمل” القديس كيرلس الكبير

– “إلى خدمتك“:

١– الخدمة مجالها متسع جدًّا.

٢– الخدمة تسبقها محبة المسيح في القلب.

٣– الخدمة هي امتياز يمنحه الله، وليست مجالًا للتفاخر أو التظاهر، “لَيْسَ أَنَّنَا كُفَاةٌ مِنْ أَنْفُسِنَا أَنْ نَفْتَكِرَ شَيْئًا كَأَنَّهُ مِنْ أَنْفُسِنَا، بَلْ كِفَايَتُنَا مِنَ اللهِ” (٢ كو ٣: ٥).

٤– الخدمة تكليف وليست تشريف.

٥– الخدمة تضحية وليست مجال للكبرياء، “كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ” (مت ٢٠: ٢٨).

٦– تثبيت النظر على السيد المسيح في الخدمة، “لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلاَ السَّاقِي، بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي” (١كو ٣: ٧).

“من يخدم الله لايسعى لمجد نفسه بل يحيا لكى يمجد الله فى كل عمل يقوم به” يوحنا ذهبى الفم

“إذا ليس الغارس شيئا ولا الساقي، بل الله الذي ينمى” (1 كو 3: 7)

– “اِقبلنا إليك“:

١– يجب الحذر والانتباه للنفس أثناء الخدمة، “حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا” (١ كو ٩: ٢٧).

٢– ننال القبول بلا حدود من الله عندما ينظر إلى المحبة المقدمة له وللآخرين والمجتمع والنفس.

٣– الثقة في عمل الله تجعلنا ننال القبول لديه.

٤- يقبل الله تعب الخدمة عندما نقدم الآخرين على أنفسنا.

٥– بالاقتراب من الله يوميًّا، بالصلاة والإنجيل والخدمة ننال القبول لديه.

الله يقبل المطرودين والمنبوذين، الله يقبل كل إنسان حتى لو عاش بعيد، ولو عاش قى الخطية.
يجب أن يكون لديك ثقة فى عمل الله، حتى لو كان فى ضعف أو عجز.

“ونحن أيضاً المدعوين بنعمتك إلى خدمتك، ونحن غير المستحقين اِقبلنا إليك”

يجب أن نصلى هذه الطلبة كل يوم ونشكر الله كل يوم على النعمة المملوءة سراً

أهنىء أخوات من الطوائف الآخرى على أعياد الميلاد

كل سنة وأنتم طيبين سنة 2025

يقف الاجتماع ويعود مرة آخرى مع بداية الصوم الكبير

كل سنة وأنتم طيبين

ربنا يباركم جميعاً

لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.