![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أُرَدِّدُ هَذَا فِي قَلْبِي مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْجُو [21]. في الآيات السابقة تصوير لما حلّ بالسيد المسيح من الآم خاصته منذ القبض عليه في البستان حتى إنزال جسده لدفنه. الآن وقد نزل جسده للدفن، في الوقت الذي فيه انطلقت نفس السيد المسيح لتحرر الأسرى من الجحيم، أشرق نور الرجاء، وانكشفت مراحم الله الدائمة التجديد، والتي لن تفنى. =في الطقس القبطي تبدأ الكنيسة أثناء قراءة هذه النبوة في بداية الساعة الثانية عشرة من الجمعة العظيمة تتحرك لتنزع علامات الحزن، وترتدي كل نفس ثياب الفرح والبهجة بالخلاص الذي تممه السيد المسيح على الصليب، وتحطيم متاريس الهاوية، ونزع سلطان إبليس وملائكته، ليحيا المؤمن في حرية مجد أولاد الله ما دام ممسكًا بيد مخلصه. إن كان القسم الأول من المرثاة وصف السيد المسيح كرجل آلام، خاصة وهو تحت المحاكمات الدينية والمدنية والصلب والموت والدفن، الآن وقد سلم السيد الروح، وبدأ نور الصليب يشرق، حلّ الرجاء في حياة المؤمنين به. بموته وعبوره إلى الجحيم أطلق الأسرى، انقشعت السحابة، وبدأت خطة الله تتكشف. نغمة النبي بدأت تتغير، وعوض النظر إلى أحداث الصليب من الخارج بدأت بصيرته تنفتح لتدرك سرّ الصليب بكونه قوة الله للخلاص، وينبوع مراحم الله الفائقة تفيض كل صباح بلا توقف. في المرثاتين السابقتين كان النبي يكشف عن آلامه التي كانت تتدفق من أعماقه كشاهد عيان لما حلّ بوطنه وشعبه. الآن وقد تحول نظره إلى حامل آلام البشرية في جسده بالصليب، انكشف أمامه سرّ الحب الإلهي، وامتلأ قلبه بالرجاء في الرب، وتلامس مع إحسانات الرب، وأدرك أن مراحمه لن تشيخ، بل تبقى تفيض مع كل صباح، جديدة في فاعليتها في حياة كنيسته والمؤمنين به. |
|