![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() سَيَّجَ عَلَيَّ، فَلاَ أَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ. ثَقَّلَ سِلْسِلَتِي [7]. إذ حدث السبي البابلي صار يهوذا كمن في سجن مغلق لا رجاء له في الخروج منه. "سيَّج حولي"، كسجين مجرم مقيد بالسلاسل حتى لا يهرب. لقد اقتادهم الكلدانيون مربوطين بسلاسل كسبايا إلى بابل. أحكم الكلدانيون الحصار حول أورشليم، حتى صار مصيرها الدمار الشامل، لا يفلت أحد من الجوع والأوبئة في الداخل، والسيف في الخارج. وإن أرادوا بقاء أحد لخدمتهم ففي مذلة يقودونه إلى السبي، أو يتركونه في أعمال حقيرة مقابل جزية ثقيلة. قيل عن مملكة إسرائيل الزانية: "لأن أمهم قد زنت... قالت: أذهب وراء محبيّ الذين يعطون خبزي ومائي وصوفي وكتاني، زيتي وأشربتي، لذلك هانذا أسيج طريقكِ بالشوك، وأبني حائطها حتى لا تجد مسالكها" (هو 2: 5-6). هذا قد يليق بزانية تُصر على الخروج من وراء رجلها. أما أن يُحاط السيد المسيح بالأشرار كما بسياجٍ، ويربط كمن يود الهروب، وهو القدوس الذي جاء بإرادته ومسرة أبيه لخلاص العالم، فهذا يمثل صورة غاية في الألم، الأمر الذي قبله برضاه حبًا فينا. قبل السيد المسيح أن يُحاكم ويصلب، لكي نتبرر فيه ونتحرر. "سيَّج عليّ، فلا استطيع الخروج، ثقل سلسلتي". بلا شك أن موت الصليب، من أصعب أنواع الموت. حسبوه قد سيَّج الله حوله فلا يستطيع أن يخلص نفسه من الموت، ولا أن يخرج من الهاوية بل يبقى مربوطًا في سلاسلها. "كان المجتازون عليه يسخرون به قائلين: يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك. وكذلك رؤساء الكهنة أيضًا وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا: خلّص آخرين، وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها. إن كان هو ملك إسرائيل، فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به. قد اتّكل على الله فلينقذه إن أراده" (مت 27: 40-43). * رأوه قائمًا من القبر ومع ذلك لم يريدوا أن يؤمنوا أنه كان قادرًا أن ينزل من خشبة الصليب. أين هو افتقاركم للإيمان أيها اليهود؟ فإنني أستدعيكم أنتم أنفسكم قضاة لأنفسكم! كم بالأكثر يكون مستحقًا للدهشة أن يقوم ميت من بين الأموات عن أن يختار الحيّ أن ينزل من الصليب! لقد طلبتم أمرًا صغيرًا فحدث ما هو أعظم، لكن افتقاركم للإيمان لم يكن ممكنًا أن يُشفى بالآيات أكثر مما رأيتم. القديس جيروم القديس البابا أثناسيوس الرسولي |
![]() |
|