قبل إجراء أي تقسيم للأرض في كنعان، خطا كَالَبُ المُحنَك خطوة نحو تحقيق غرضه. كان حتى الآن ينتظر بهدوء، حيث كان يشوع منشغلاً بتوزيع الأرض شرقي الأردن.
كانت طلبة كَالَب إلى صديق العمر الطويل، يشوع، مُقدَّمة بصيغة غير مباشرة، حيث ذكّره بما سبق أن وعدَ به موسى كَالَب، قبل خمس وأربعين سنة: «كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ. هُوَ يَرَاهَا (أَرْضَ كَنْعَانَ)، وَلَهُ أُعْطِي الأَرْضَ الَّتِي وَطِئَهَا، وَلِبَنِيهِ، لأَنَّهُ قَدِ اتَّبَعَ الرَّبَّ تَمَامًا» (تث١: ٣٦).
كان من المقرر أن تكون حَبْرُونُ الحصينة، هي نصيبه، ولكنْ كَالَبُ كان لا يزال يعشم في الاتساع، ويسعى لأن يطرد بَنِي عَنَاقَ العمالقة الأقوياء الذين استقروا هناك «قَوْمًا عِظَامًا وَطِوَالاً، بَنِي عَنَاقَ الَّذِينَ عَرَفْتَهُمْ وَسَمِعْتَ: مَنْ يَقِفُ فِي وَجْهِ بَنِي عَنَاقَ؟» (تث٩: ٢).