![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() «أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (مت ٥: ١٤-١٦). فى ليلة صافية يمكن أن تُرى أضواء مدينة لعدة أميال، ولو كانت المدينة على جبل، فلا شيء يُخبئ نورها. وحتى في زمان الكتاب المقدس، قبل الكهرباء بكثير، كان توهج نور نيران، في ليل مدينة موضوعة على جبل، يُرى من مسافة بعيدة. وفي أيام الرب يسوع المسيح، كان هناك عدد من الجبال حول بحر الجليل، على قممها مدن، وكان نورها يرى في أفق الليل. لا بد أن الناس الذين كلَّمهم الرب يسوع، كانوا يعرفون هذه الأنوار. وكانت مدينة “صفد”، هي مدينة على أحد الجبال العالية في منطقة الجليل، وكانت ملحوظة بشكل مُميَّز، وربما كانت هي المدينة التي كان يقصدها الرب يسوع عند حديثه في متى ٥: ١٤-١٦. كانت السرج التي أضاءت بيوت القرن الأول هي أواني خزفية تحتوي على زيت الزيتون، وفتيلة عائمة. وعند الإشعال، كان السراج يُوضع إما على رف مناسب، أو على حامل مثبت بحيث «يُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ». وبينما لم يكن سراج القرن الأول متوهجًا أو كفئًا كالأنوار الكهربائية الحديثة، إلا أنه كان يُعطي نورًا كافيًا طالما تشذب فتيله، وكان حامله موضوع في مكان مركزي. ولأن تلك السرج كانت تضاء بالنار، فعلى الأرجح لم تكن تُطفأ عند خلود أهل البيت للنوم، بل كان ضوئها يُخفت بوضع إناء (مكيال) فوق السراج. هذا ما كان يفكر فيه الرب عندما تكلم في متى ٥: ١٥ قائلاً: «لاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ». ما مغزى تعليقات الرب يسوع عن ظهور المدينة الموضوعة على جبل، وعن السراج المُضيء في البيت؟ واضح من القرينة أنه لا يريد لأتباعه ولرسالتهم عن الحق، أن يكونوا مخفيين. إنه يريد من حاملي النور أن يجعلوا رسالتهم تلمع بوضوح وبهاء، حتى لا يكون تشويش في العالم من جهة ما هيه الحق، وأين يوجد. |
![]() |
|