![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() التغيير ممكن كان الرسول بولس نفسه في حالة شديدة من الإرهاق كما عبر في ٢كورنثوس ١: ٨، ٩؛ ٤: ٨، ٩ «مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ ... مُتَحَيِّرِينَ ... مُضْطَهَدِينَ ... مَطْرُوحِينَ». وبالرغم من هذه الأخطار الخارجية، لم يفتر الرسول بولس، ولم ييأس، بل على العكس، رأى نفسه مرتبطًا بشهادة مع مسيح غالب ومنتصر (٢كو ٢: ١٤، ١٥). فصعدت إلى الله رائحة المسيح الذكية بسلوكه وشهادته. إن الرسول بولس – وهو مَن دعا نفسه “أَوَّلُ الْخُطَاةَ” – صار الآن أعظم إناء أقامه الله ليعكس لمعان مجد الله في وجه يسوع المسيح (٢كو٤: ٦). الله وحده هو من يستطيع أن يُجري هذا التغير في حياة أي شخص. إن ما فعله الله في بولس، هو قادر أن يفعله أيضًا في كل مِنَّا نحن المؤمنين. والله – بروحه – يكتب المسيح على قلوبنا (٢كو ٣: ٣). لم يستطع الناموس أن يفعل ذلك. لكنه كان يقول للإنسان ما هو واجب عليه أن يفعله؛ ما هو مُتوَّقع منه، لكنه لم يستطع أن يُغيّر الإنسان (رو ٨: ٣، ٤). لقد حصل المؤمن على حياة جديدة في المسيح، وطبيعة جديدة تسَر بما لله. والروح القدس يسكن الآن في المؤمن، ويُشغلنا بالمسيح، الذي هو في ذات محضر الله. وحينما أنشغل بالإنسان يسوع المسيح حيث هو الآن، سيحدث فيَّ تغييرًا أدبيًا يجعلني أكثر شبهًا بالمسيح (٢كو ٣: ١٨). مُعوِّق كبير إن المُعوِّق الأكبر لعمل الروح القدس في المؤمن، هو الذات. والذات الحسنة أو البغيضة هي الذات. إن تقدير الذات، واستحقاق الذات، وصورة الذات، ومحبة الذات في أفضل الحالات، هو انشغال بالإنسان الخطأ؛ نفس الإنسان الذي نحاه الله جانبًا، وأدانه في موت المسيح. إن الله لا يحاول أن يُحسِّن الإنسان في الجسد «إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا» (٢كو ٥: ١٧). |
![]() |
|