![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() عَضَبَ بِحُمُوِّ غَضَبِهِ كُلَّ قَرْنٍ لإِسْرَائِيلَ. رَدَّ إِلَى الْوَرَاءِ يَمِينَهُ أَمَامَ الْعَدُوِّ، وَاشْتَعَلَ فِي يَعْقُوبَ، مِثْلَ نَارٍ مُلْتَهِبَةٍ تَأْكُلُ مَا حَوَالَيْهَا [3]. يشير القرن إلى القوة، لأن بعض الحيوانات تدافع عن نفسها بقرونها. وقد استخدم الكتاب المقدس كلمة "قرن" إشارة إلى القوة، فنسمع عن قرن خلاصنا (2 صم 22:3؛ مز 18: 2؛ لو 1: 69). فالحيوان إذ يضرب بقرنه يرجع عدوه إلى الوراء! يعضب، أي يقطع أو ينزع، الرب قرن شعبه، فيصيرون بلا قوة؛ وبالتالي لا ينهار العدو أمامهم، بل يرجعون هم إلى الوراء في ضعف وهزيمة. إذ حمل السيد المسيح خطايانا لكي يفدينا منها، أُعطى لبيلاطس سلطانًا كي يصلبه، كقول الرب: "لم يكن لك سلطان إن لم تكن قد أُعطيت من فوق" (يو 19: 11). الله لا يريد أن ينزع عن شعبه قرنه، إنما الإنسان أو الشعب هو الذي ينزع قرنه، كيف؟ يرى القديس أغسطينوس أن القرن في أعلى رأس الحيوان، أي يحتل مركز القيادة، فيخضع الجسد له. أما إن خضع الإنسان لشهوات جسده، يكون كمن حطم قوته، وأزال قرنه من مركز القيادة. بمعنى آخر استعباد الإنسان نفسه للخطية وللشهوات ينزع عنه روح القوة، ويصير بلا قرن. أما عن النار الملتهبة، التي تأكل ما حواليها، فقد جاء في عاموس: "هكذا قال الرب من أجل ذنوب يهوذا الثلاثة والأربعة، لا أرجع عنه، لأنهم رفضوا ناموس الله... فأرسل نارًا على يهوذا، فتأكل قصورهم" (عا 2: 4-5). صار السيد المسيح وهو حامل خطايانا ليحطمها كمن هو في نارٍ مشتعلةٍ. |
![]() |
|