![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أقامنا معًا: هذه هي المعجزة الثانية لرحمة الله ومحبته ونعمته. وكما كنا معًا كأبناء المعصية، ومعًا كأبناء الغضب، هكذا نحن معًا مقامون. لم يكتفِ الله بأن يهبنا الحياة الأبدية، بل أقامنا أيضًا معًا. وماذا يقصد بكلمة «أقامنا»؟ يقصد أنه أخرجنا ونقلنا من تلك الحالة التي كنا فيها «أموات في الذنوب والخطايا». لقد أهّلنا لشركة ميراث القديسين في النور، وأنقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته، إلى دائرة الرضا الإلهي، التي نحن فيها مقيمون. أما كلمة «معًا» فيقصد بها اليهود والأمم على السواء، وكأنه هنا يعالج حالة من العداوة والشقاق التي كانت بين الفريقين، رغم أنهما كانا معًا أمواتًا بالذنوب والخطايا، وكانا معًا أبناء المعصية، وأبناء الغضب؛ وها هم معًا نالوا الحياة، وأقيموا معًا. لقد قصد أن يجرِّد اليهودي من كبرياء الاعتزاز بمكانته أمام الله، وأن يجرِّد الأممي من فلسفته التي عليها يعتمد، ويقتل العداوة التي كانت بينهما بالصليب. نلاحظ أنه لم يقل ”أقامنا معه“، لأننا فعلاً وحرفيًا غير مُقامين، لكننا أقمنا معه أدبيًا بحسب رسالة كولوسي، ومن ثم فعلينا من نفس الزاوية الأدبية أن نطلب ما فوق، ونهتم بما فوق. نحن لم نقم ”معه“ قيامته الفعلية (أف1: 20)، لكننا قمنا «معًا» وهذا شيء أدبي. فنحن لسنا بعد في قبر الخطايا، بل قمنا تاركين الأكفان أدبيًا، ونحن الآن أحياء «لله في المسيح» من الناحية الأدبية. |
![]() |
|