*والآن يا أحبائي، أنا أكتب لكم لأنّ الكنائس قد أتلِفَت والتجاديف تملأ أماكننا العامة، وكل إثمٍ وشر قد انتشر في المدن، واستولت عدم المخافة على نفوسنا وزاغ الكثير منا وراء انحرافات الأريوسيين، ولا يمكننا أن نهرب هنا أو هناك وأن نتجنَّب الدموع بأيَّة حال! لأنّ بيت الله لا يوجد فيه خدَّام، وكنائس الله خاوية من شعبها الكثير، والآن قد صارت المواضع المقدسة مهجورة من الشعب الذي كان يرتادها، وقد جعل الناس من البراري كنيسة مقدسة إذ إنهم عالجوا حزن الكنيسة بتغييرهم لموضعها، لقد مكثوا في البرية ومن هناك قدّموا لله الصلوات الكنسية.
ولكن الكنائس في حالة أنين وأسوارها تستغيث، والأماكن المقدسة لا زالت مهجورة وكأنها تبكي على نفسها. ونحن نقاسي من القول المكتوب: "طرق صهيون نائحة لعدم الآتين إلى العيد" (مرا 1: 4)... ولذلك أنا أكتب لكم هذا لكي عندما تسمعون بذلك تلتجئون إلى الله بالصلاة. ونحن نعتقد أنّ الله سيرضى عنا وسيضع سريعًا حدًّا لهذا الأمر الذي تفشَّى بسبب خطايانا والتهديدات الموجّهة ضدّنا نحن الخطاة، ويقبل شفاعة صلوات القديسين .