![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() التأييد وزرع الثقة، وهو أمر في غاية الأهمية. إن آخر عنصر يستعرضه بولس في تحفيز تيموثاوس، قبل البدء في توجيهه، هو زرع الثقة (ع٥). إنها المرة الثالثة التي فيها يتذكر الرسول في هذا المقطع. إنه يستخدم كلمات مختلفة، لكنها المرة الثالثة التي يتذكر فيها شيئًا «أَذْكُرُكَ ... ذَاكِرًا دُمُوعَكَ ... إِذْ أَتَذَكَّرُ الإِيمَانَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ الَّذِي فِيكَ، الَّذِي سَكَنَ أَوَّلاً فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي، وَلَكِنِّي مُوقِنٌ أَنَّهُ فِيكَ أَيْضًا» (ع٣، ٤، ٥). إن هذا هو زرع الثقة. يا تيموثاوس، إني أذكر إيمانك الحقيقي، إن لديك إيمانًا مُخلِصًا حقيقيًا، إيمانًا صادقًا. وليس ذلك فقط، إنه إيمان غني. إنه إيمان قد وصلك من ”جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي“، وأنا أعلم أنه فيك؛ إنه إيمان غني وحقيقي. كما لو كان الرسول يقول له: ”أنا أعلم أنه بإمكانك أن تفعل ... أنا أعلم أنه بإمكانك أن تفعل ... أنا أعلم أنك تستطيع أن تستمر ... أنا أدعم إمكانيتك العظيمة ... أنا أعرف شخصيتك ... أنا أعلم بإيمانك“. إنه لا يكتب إلى تيموثاوس ويقول: ”يا تيموثاوس أنت مُحبِط لي كل الوقت. يا لك من شخصية ضعيفة مترددة. إن استمرارك مشكوك فيه“. إنه لا يريد أن يزرع هذا النوع من الفكر فيه. إنه يزرع الثقة واليقين. «أَتَذَكَّرُ»: التذكّر عمل سلبي. لقد وصلته تذكرة، لست أعلم ما الذي حدث، ربما كانت مجرد صلواته أو ذكرياته أو ربما كانت رسالة أو ملحوظة من تيموثاوس أو من شخص ربما قابله، لكن هناك شيء ذكّره بإيمان تيموثاوس الحقيقي. إن كلمة ”حقيقي“ هي المرادفة لـ”عديم الرياء“؛ لا نفاق، لا اصطناع، بل حقيقي. لقد كان ابنًا حقيقيًا «الاِبْنِ الصَّرِيحِ فِي الإِيمَانِ» (١تي١: ٢). كان إيمانه حقيقيًا. كان إيمانه كما يجب أن يكون. لم يكن حقيقيًا فحسب، بل غنيًا. انظر إلى ذكر ”لَوْئِيسَ وَأَفْنِيكِي“ هنا. «كان أولًا في ”جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي“. كيف يعرف ذلك؟ لأنهما - بلا شك - اقتيدا إلى المسيح عن طريق بولس وبرنابا في رحلتهما التبشيرية الأولى إلى منطقة بيت تيموثاوس في غلاطية. عندما أتى بولس وبرنابا في أعمال١٤. لا شك أن هاتين المرأتين تأثرتا بالإنجيل. لقد تشاركتا مع بولس وبرنابا، حيث كانتا بالتأكيد امرأتين قديستين من العهد القديم؛ امرأتين تقيتين قُدام لله. وكان تيموثاوس ابن رجل يوناني أممي، قد مات، لكنْ هاتان المرأتان كانتا يهوديتين. وهاتان المرأتان الغاليتان اليهوديتان، صارتا مؤمنتين من خلال خدمة بولس وبرنابا، في الرحلة التبشيرية الأولى. وبحلول وقت حضور بولس في رحلته الثانية في أعمال١٦، كانتا قد اقتادتا ذلك الشاب تيموثاوس للمسيح، وهو بذلك نال الإيمان بالمسيح من أمه وجدته اللتين نالاه من بولس، فمن وجهة هو ابن تبشير بولس، لكن من خلال أمه وجدته. وهكذا نال إيمانًا غنيًا. لقد تعلَّم منذ الطفولة «وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (٢تي٣: ١٥). لقد كانت له ميزة الجذر العميق في النمو المسيحي. مؤخرًا، طلبت إحدى الخدمات المسيحية الرائدة في الولايات المتحدة الأمريكية قائدًا ليرأس الخدمة برمتها. وحدث أن اشتركتُ في بعض المناقشات، حيث قدموا قائمة من أسماء سبعة رجال ليختاروا من بينهم المؤهل لهذا المنصب لأهميته. فقرأت الثمانية أسماء وقلت للرجال المجتمعين: ”هل لاحظتم العامل المشترك بين هؤلاء الأسماء؟ هل لاحظتم أن كل اسم من هؤلاء الثمانية التي جمعتموها، هم رجال لهم أب مبشر معروف من رجال الله دون استثناء؟“ الأمر الذي لم يختاروهم على أساسه. لكن المغزى هو أن الجذور كانت عميقة للغاية، وكان الميراث غنيًا جدًا في هؤلاء الرجال، حتى أنهم تفوقوا على أقرانهم متفردين. هنا شيء يجب أن يقال. كان تيموثاوس هو المستفيد من ميراث مسيحي غنى عميق الجذور جاءه من أمه وجدته. وبلا شك - كان أبوه قد مات لأنه لم يُذكر. ثم تقابل مع الرسول بولس في مقتبل العمر ومن ثَم رعاه بولس. يقول بولس: ”لدى ثقة عظيمة فيك. أنا أعرف جذورك، وإيمانك؛ أنه غنى وحقيقي“. ويقول في نهاية عدد٥: «الَّذِي سَكَنَ أَوَّلاً فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي، وَلَكِنِّي مُوقِنٌ أَنَّهُ فِيكَ أَيْضًا». هذا هو التأييد زرع الثقة. ويا له من أمر هام! الآن استمع جيدًا، وأنا أفضي إليك بهذا. كل من هو في منصب قيادي روحيًا عليه أن يعرف تلك الأمور الستة، إذا أردت أن تحفّز الناس ليتجاوبوا مع الحق الروحي ولينموا في المسيح: أولًا: عليك إرساء مقام ذا سلطة. بكلمات أخرى، إنهم بحاجة ليعرفوا أنهم تحت التزام أن يتجاوبوا عندما تتكلَّم بكلمة الله. ثانيًا: أنك تريد أن تنقل لهم توجه الإيثار، أي أنه يجب أن يعلموا أنك تحمل جزيل خيرهم على قلبك. ثم توَّجه التقدير. إنهم بحاجة ليعرفوا أنك تشكر الله عند كل ذكرك إياهم. وأخيرًا توَّجه الطلبات أي أنك تصلي من أجلهم، وتوَّجه التقدير الذي يؤكد على المشاعر، أو بالحري، توَّجه المشاعر الذي يقول إنك تهتم بهم بعلاقة عميقة ومُحبة. وأخيرًا روح التعضيد التي تعضدهم، وتقول أنا أعرف أنك تستطيع. هذه الأمور - صراحةً - هي عامة جدًا في التطبيق ويمكن أن تطبق حتى فيما هو أبعد من عملية التلمذة لأي من مجالات الحياة؛ أي من مجالات الحياة. لو طبقت ذلك عمليًا سيكون لك تأثير كبير على الناس الذين تؤثر فيهم لملكوت الله. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
سراج مضئ | الفرح المسيحى
![]() |
![]() سلمت يديك وسلم إبداعك تحياتي وتقديري
|
||||
![]() |
![]() |
|