وهنا لا بد أن نُنوه إلى تميز حَوَّاء عن دائرة الخليقة الخاضعة لسلطان آدَم. فكثيرون من المؤمنين الحقيقيين اليوم، يقنعون بدور رعايا المُلك. وهذا ما يُمكن التحقق منه من كلمات عدد كبير من الترانيم الحديثة. وسيكون هذا بالفعل مركز المؤمنين اليهود خلال فترة المُلك الألفي، لكن هذا لا يرقى إلى مستوى الدعوة الحقيقية للمؤمنين اليوم. فالمسألة بالنسبة لنا ليس تسلط المسيح علينا كخاضعين تحت حُكمِهِ، بل بالحرى كونه يُريدنا أن نملك معه، عندما يحين وقت مُلكِه. ومرة أخرى، نُشدّد على أن هذا التفسير يؤكده الكتاب المقدس، بالقول: «وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ (وليس على الكنيسة)» (أف١: ٢٢).
إذا كان الخالق، كلي القدرة - بعد أن خلق آدم من تراب الأرض (تك٢: ٧) - اختار هذه الطريقة المختلفة بشكل ملحوظ لخلق مُعينًا لائقًا له، فلا بد أن ثمة سببًا لذلك.