يؤكد لنا الله أن فسادها لم يقف عند المظهر الخارجي، إنما يمس حياتها الداخلية، لذا فالعلاج أيضًا يجب أن يدخل إلى عمق طبيعتها.
يقول: "من أيام جبعة أخطأت يا إسرائيل" [ع9]. إنها فترة طويلة تبلغ أكثر من ستة قرون كانت الحرب فيها قائمة بين الأسباط وبعضها البعض ، أيّ أن الخطر لم يكن من عدو خارجي وإنما من فساد داخلي، وقد رأينا رجال جبعة التي لبنيامين قد صنعوا الشر مع ابنة إسرائيل (قض 19-20). لهذا فإن كان الله يؤدبهم بضيقة من الخارج فلا يليق بهم أن يركزوا أنظارهم على الضيقة، بل على الفساد الداخلي حتى يتقدسوا بالرب فيخلصهم من الضيق. "حينما أريد أؤدبهم ويجتمع عليه شعوب في ارتباطهم بإثميهم" [ع10].
أخيرًا يوضح كيف استكان إسرائيل للمذلة الداخلية، وأحنى عنقه لنير الخطية، فصار كالعجلة المتمرنة التي تحب الدارس، فهي تحمل النير لتأكل مما تدرسه [ع11].