منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 12 - 2024, 05:45 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,287

مدى فساد الشعب حين ينحرف عن الله




انحراف الكرمة

1 إِسْرَائِيلُ جَفْنَةٌ مُمْتَدَّةٌ. يُخْرِجُ ثَمَرًا لِنَفْسِهِ. عَلَى حَسَبِ كَثْرَةِ ثَمَرِهِ قَدْ كَثَّرَ الْمَذَابحَ. عَلَى حَسَبِ جُودَةِ أَرْضِهِ أَجَادَ الأَنْصَابَ. 2 قَدْ قَسَمُوا قُلُوبَهُمْ. اَلآنَ يُعَاقَبُونَ. هُوَ يُحَطِّمُ مَذَابِحَهُمْ، يُخْرِبُ أَنْصَابَهُمْ. 3 إِنَّهُمُ الآنَ يَقُولُونَ: «لاَ مَلِكَ لَنَا لأَنَّنَا لاَ نَخَافُ الرَّبَّ، فَالْمَلِكُ مَاذَا يَصْنَعُ بِنَا؟». 4 يَتَكَلَّمُونَ كَلاَمًا بِأَقْسَامٍ بَاطِلَةٍ. يَقْطَعُونَ عَهْدًا فَيَنْبُتُ الْقَضَاءُ عَلَيْهِمْ كَالْعَلْقَمِ فِي أَتْلاَمِ الْحَقْلِ. 5 عَلَى عُجُولِ بَيْتِ آوَنَ يَخَافُ سُكَّانُ السَّامِرَةِ. إِنَّ شَعْبَهُ يَنُوحُ عَلَيْهِ، وَكَهَنَتَهُ عَلَيْهِ يَرْتَعِدُونَ عَلَى مَجْدِهِ، لأَنَّهُ انْتَفَى عَنْهُ. 6 وَهُوَ أَيْضًا يُجْلَبُ إِلَى أَشُّورَ هَدِيَّةً لِمَلِكٍ عَدُوٍّ. يَأْخُذُ أَفْرَايِمُ خِزْيًا، وَيَخْجَلُ إِسْرَائِيلُ عَلَى رَأْيِهِ. 7 اَلسَّامِرَةُ مَلِكُهَا يَبِيدُ كَغُثَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ، 8 وَتُخْرَبُ شَوَامِخُ آوَنَ، خَطِيَّةُ إِسْرَائِيلَ. يَطْلُعُ الشَّوْكُ وَالْحَسَكُ عَلَى مَذَابِحِهِمْ، وَيَقُولُونَ لِلْجِبَالِ: غَطِّينَا، وَلِلتِّلاَلِ: اسْقُطِي عَلَيْنَا.

استخدام الله تشبيهات كثيرة ليكشف بها مدى فساد الشعب حين ينحرف عن الله، أو عن مدى فساد النفس البشريّة بارتدادها عن مخلصها، فشبَّه شعبه بامرأة حبيبة صاحب، وزانية (هو 3: 1)، بقرة جامحة (هو 4: 16)، خروف يرعى في مكان واسع للذبح (هو 4: 16)، ناقلي التخوم (هو 5: 10)، تنور مُحمى من الخباز (هو 7: 4)، خبز مَلَّة لم يقلب (هو 7: 8)، حمامة رعناء بلا قلب (هو 7: 11)، حمار وحشي معتزل بنفسه (هو 8: 9)، طائر من الولادة ومن البطن ومن الحبل (هو 9: 11)، صور مغروس في مرعى (هو 9: 13)، راعي الريح وتابع الريح الشرقية (هو 12: 1)... وهنا يشبه بالكرمة التي قدّم لها كل إمكانيات الإثمار بفيض فأثمرت لا لحسابه بل لحساب الخطية والرجاسات. يقول: "إسرائيل جفنة (كرمة) ممتدة، يخرج ثمرًا لنفسه" [ع1]. إنها كرمة ممتدة، وكما جاء في الترجمة السبعينية "كرمة بفروع صالحة ثمرها وفير". إنها بلا عذر فقد خلقها بطبيعة صالحة وأعطاها قوة النمو، فصار لها فروع كثيرة تحمل ثمارها، لكنها أخرجت الثمار لنفسها، أيّ لفكرها الذاتي وليس في خضوع للكرام الحقيقي.
يا للعجب بقدر ما يهبنا الله إمكانيات وطاقات نستخدمها لا لمجد اسمه، وإنما بفكرنا الذاتي لحساب شهوات جسدنا الشريرة، وكما يقول: "على حسب كثرة ثمره قد كثر المذابح على حسب جودة أرضه أجاد الأنصاب (التماثيل)" [ع1]. هكذا يرد الإنسان سخاء الله وحنوه بالجحود.
"قد قسّوا قلوبهم" [ع2] فانحراف البعض إلى إله، والآخرين إلى إله آخر، وهكذا تمزقت قلوبهم؛ أو لعل قلوبهم قد انقسمت بين محبة الشهوات المرتبطة بعبادة البعل وبين الرغبة في إراحة ضمائرهم بممارسة العبادة لله الحيّ بطريقة شكلية بلا روح، فصاروا يعرِّجون بين الفريقين. لم يعد قلبهم مستقيمًا، لذلك يصرخون إلى الله ولكن ليس بكل قلبهم، فلا يجدونه... إذ لا يقدر القلب المنقسم أن يلتقي مع القدوس أو يتعرف عليه.
انقسامات القلب الداخلي تفقده مخافة الرب، الأمر الذي له نتائجه في حياة الجماعة وكل عضو فيها. من جهة الجماعة يفقدون مخافة الرب وبالتالي يفقدون خضوعهم حتى للسلطان الزمني، فلا يكون لهم قائد قادرًا على تدبير أمورهم، إذ يقول: "إنهم الآن يقولون لا ملك لنا لأننا لا نخاف الرب، فالملك ماذا يصنع بنا؟!" [ع3]. أما بالنسبة للعضو فإنه إذ يفقد مخافة الرب خلال انقسامات قلبه يفقد إرادته الحقة المقدسة في الرب التي يُرمز لها بالملك، فيسلك الإنسان كمن هو بلا إرادة ، ليعيش في مذلة لكل شهوة وخضوع للعادات الشريرة، غير قادر أن يعطي قرارًا روحيًا في الرب لينعتق من استعباد إبليس له... إنه يسلك كمن بلا ملك. على العكس المؤمن النقي القلب، الذي بلا انقسام، يحمل سلطانًا كملك روحي يقول لهذا الفكر أن يدخل فيدخل، ولذاك أن يخرج فيخرج؛ يسيطر بالرب على أفكاره ونظاراته وأحاسيسه وعواطفه بقوة.
إذ يفقد الإنسان سلطانه الروحي وطبيعته الملوكية (السماوية) يتحول من رجل الله العامل إلى إنسان صاحب كلام... "يتكلمون كلامًا بأقسام باطلة، يقطعون عهدًا، فينبت القضاء كالعلقم في أتلام الحقل" [ع4]. يتجولون إلى أصحاب كلام بلا عمل، وإذ يشعرون بضعفهم يؤكدون كلماتهم بأقسام باطلة لا يفون بها، ويقطعون عهودًا يكسرونها، فيصير القضاء كحقل مفلح محروث ينبت علقمًا مرًا. هكذا إذ يجتمعون في مراكز العدالة (القضاء) ليقسم الكل بالكذب ويتعهدون ولا يفون تتحول مواضع الأمان إلى مرارة النفس.
هكذا الكرمة الممتدة التي وهبها الله إمكانيات كثيرة للإثمار، إذا تقوقعت حول ذاتها لتثمر لحساب "الأنا" ولحساب البعل، رافضة أن تقدم ثمرًا للكرام الحقيقي، فقدت مخافة الرب ودخلت إلى انقسام في القلب انتهى بحرمانها من الملك أيّ الإرادة المقدسة، وانتزع كل سلطان منها. لم يقف الأمر عند هذا الحد، وإنما تتحول حياتها إلى نحيب وإلى رعدة إذ تفقد مجدها الداخلي، وترى آلهتها التي اختارتها لنفسها تنهار أمام عينيها. يقول النبي: "على عجول بيت آون (الباطل) يخاف سكان السامرة ، إن شعبه ينوح عليه، وكهنته يرتعدون على مجده لأنه انتفى عنه" [ع5]. ماذا يعني بهذه العبارة؟ يتطلع سكان العاصمة أيّ السامرة إلى عجول بيت آون، أو بيت الباطل، ليروه قد فقد مجده، إذ سقط الشعب تحت الضيق ولم تقدر العجول أن تخلصه، فيخاف شعب السامرة أن يحل بها ما حل ببيت آون ويرتعب الكهنة لأنهم يفقدون كرامتهم ويخسرون التقدمات.
إذ فقد شعب السامرة رجاءهم في البعل، عوض أن يرجعوا إلى الله بالتوبة معلنين خطاياهم، يتقدمون إلى ملك آشور بهدايا ليسترضوا وجهه وهم في خزي وعار... "هو أيضًا يجلب إلى آشور هدية لملك عدو" [ع6].
ما هي نهاية هذه الكرمة المنحرفة؟ "يأخذ إفرايم خزيًا، ويخجل إسرائيل على رأيه. السامرة ملكها يبيد كغثاء على وجه الماء، وتخرب شوامخ آون خطية إسرائيل. يطلع الشوك والحسك على مذابحهم ويقولون للجبال غطينا وللتلال أسقطي علينا" [ع6-8].
في اختصار نقول أن نهايتها تنحصر في الآتي:
ا. "يأخذ إفرايم خزيًا"... السبط الذي كان يتزعم حركة نشر العبادة الوثنية يصير في خزي وعار أمام بقية الأسباط، إذ تظهر الآلهة ضعيفة أمام العدو.
ب. "يخجل إسرائيل على رأيه" إذ اقترح إسرائيل استرضاء ملك آشور بالهدايا، يخجل إذ يرى آشور يذله ويستخف به.
ج. "السامرة ملكها يبيد كغثاء على وجه الماء" ملوك السامرة الذين انشقوا على بيت داود في قوة وجبروت، صاروا كفقاقيع على الماء، ينتهي ملكهم بالسبي تحت سلطان آشور. هذه هي نهاية كل انقسام أو انشقاق، فهما نال الإنسان في البداية من كرمات لكن حياته تنتهي كفقاقيع على وجه الماء.
د. "تخرب شوامخ آون خطية إسرائيلما كان في أعينهم أماكن مرتفعة لا يقدر أحد أن يقترب إليها يحل بها الخراب، وينهار مجد عجول بيت آون الذهبية، وعوض الولائم التي كانت تقام هناك يحل الخراب.
ه. يسقط الإنسان تحت اللعنة إذ "يطلع الشوك والحسك على مذابحهم"؛ أما في يوم الرب العظيم فيقولون "للجبال غطينا وللتلال أسقطي علينا" إذ "مخيف هو الوقوع في يديّ الله الحيّ" (عب 10: 36)، وكما جاء في سفر الرؤيا: "وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا واِخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف، لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف؟!" (رؤ 6: 16-17).

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هذا ما يفعله كل قائد روحي حكيم يرى شعب الله ينحرف أو نفوسًا تهلك
لم ينحرف بواسطة جموع الشعب، أي الخاضعين له
خادم الله الذي لا ينحرف فكره قط عن تحقيق غايته
ينحرف بالخدمة، فتحل الذات محل الله
بالأسماء:فساد صغار ضباط الشرطة بعد الثورة اكتسح فساد الكبار فى عهد مبارك


الساعة الآن 09:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025