منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 11 - 2012, 09:40 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321


إبراهيم عيسى يكتب: الطريق إلى الهجرة



إبراهيم عيسى يكتب: الطريق إلى الهجرة



إبراهيم عيسى يكتب: الطريق إلى الهجرة



مكث المشركون أمام بيته صلى الله عليه وآله وسلم، ينتظرون خروجه، ولم يقترفوا الأسلوب الإجرامى الأكثر تجرؤًا وشراسة، وهو أن يقتحموا عليه البيت ويقتلوه فى عقر داره أو على فراشه، بل لقد بلغت بهم هشاشة التخطيط أو قُل بلغت بنا رحمة الله أنهم كانوا ينظرون من فتحة أو ثقب بالباب ليشاهدوا النبى نائما فى سريره، فيرتاحون وينتظرون حتى يصحو ويغتسل ويرتدى ملابسه ويتطيب ثم يؤدى صلاته ويشكر ربه ويتلو قرآنه ثم يطوى سجادته، ثم يخرج بعد ساعة.. ساعتين.. فيقتلوه، إذ كانوا منتظرين على أحرّ من الجمر.. بينما العقلية الإجرامية المنطقية كانت تحتم عليهم الدخول والاقتحام، ولكن لماذا انتظر قتلة النبى خروجه ولم يدخلوا عليه داره وسريره؟

أعتقد أن هذا ينمّ عن شرف لدى العرب حتى فى الجاهلية، حيث كانوا يأنفون سلوكيًّا من مثل هذا الاقتحام. هو إذن تعبير عن شرف وتقاليد لا عن رِفعة وسموّ، ففى نفس الوقت كانوا يعذبون أبناءهم وعبيدهم الذين أسلموا، ثم كان عدم اقتحامهم البيت على النبى فى نومته وفرشته تعبيرا عن خوف من النبى وشخصه رغم كل ما يدّعونه وقتئذ، وربما أيضا بسبب الخوف من أن يلحق بهم عار عند العرب إن قتلوا رجلا نائما فى سريره! وقيل إنهم كانوا ينتظرون حتى ينام النبى فيدخلوا ويقتلوه، وهذا أيضا يستدعى الدهشة، فما الذى سيفعله شخص مستيقظ بلا سيف فى مواجهة عشرين فارسا كى يخافوا يقظته وينتظروا نومته؟ ثم إن العرب لا يمكن أن تغفر لهم عار قتل رجل نائم، ومن ثم فلا مبرر لانتظارهم نومته، بل إن قتله فى أثناء اليقظة كان هو المقصود، ثم تستغرب هل كانوا يظنون أن النبى المستيقظ لم ينتبه فى ليل وهدوء صحراء مكة لعشرين شخصا بسيوفهم على بابه! هذه رواية تتعارض مع ما سنعرفه بعد ذلك من أنهم لما رأوا عليًّا فى سرير النبى اطمأنوا إلى أنه لم يهرب وأكملوا الانتظار لغاية الصبح، معنى ذلك أنهم كانوا فعلا منتظرين خروجه ولا نية لديهم لاقتحام البيت. وهناك من يروى أن عصابة العشرين التى جاءت لاغتيال النبى همَّت فعلا باقتحام الباب والبيت وقتله، لكنهم سمعوا صوت امرأة تصرخ أو تصيح -كما ورد فى الرواية بالضبط- فقلقوا وترددوا، وقالوا: واللهِ إنها لَسُبَّة فى العرب أن نفعلها، ستقول العرب عنا إننا تَسَوَّرنا الحيطان على بنات العم وهتكنا ستر حرمتنا. ومن ثم تراجعوا، وهذا سر عدم اقتحامهم البيت، وهو أمر يؤكد نخوة العرب! حتى فى أعتى لحظات كراهيتهم وعدوانهم وغضبهم!
المدهش هنا أننى لم أعثر فى أىٍّ من كتب السيرة التى سعيتُ إليها، على اسم أى شاب من العشرين الذين حاولوا اغتيال النبى باستثناء أبى جهل، وهو لم يكن شابًّا إذ ذاك، ولم نعرف مصيرهم بعدها: هل أسلموا؟ هل قُتلوا فى غزوات؟ ولا كلمة واحدة عنهم فى التاريخ بعد ذلك اليوم، ولا اسم واحد منهم فى كتاب من كتب السيرة!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إبراهيم عيسى يكتب | أمْشِى وراءَه
إبراهيم عيسى يكتب: عشة الفراخ
إبراهيم عيسى يكتب فن هجاء النظام
إبراهيم عيسى يكتب:هل سمع الرئيس عما جرى في ديمونة؟
إبراهيم عيسى يكتب إبراهيم عيسى متى يراجع عنان فشله؟


الساعة الآن 10:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024