الكثير من التشويش اكتنف استخدام الأمثال، مدفوعًا بسطحية أولئك الناس الذين يلوون ويوجهون المعنى إلى معنى مغاير تمامًا عن المعنى المقصود بحسب قائل المثل. كثيرون من الشرَّاح ومُعلمي الكلمة، مُجرَّبون بسهولة لكي يروا معنى كامنًا وراء كل قسم، وكل كلمة، وكل فاصلة، وكل فاصلة منقوطة في المَثَل. ولتجنب مثل هذا التشويش أقترح مبدأين لإرشادنا: الأول، لا تعوّل كثيرًا على أقوالهم؛ ليس أكثر من المعنى الذي يقصده القائل. والثاني، لا تُقلِّل كثيرًا من شأن تعاليمهم؛ لا تفريط ولا إفراط.
احذر من روّحنة الأمور، الأمور التي ينبغي أن تؤخذ حرفيًا أو نبويًا، فلتؤخذ كذلك. ومع ذلك لا تخف أن تدرس الأمثال دون أن تضع في بالك أن ثمة أكثر من معنى لكل مَثَل. ولا تنحاز إلى هذا الجانب أو ذاك لأن كثيرين طرحوا هذا التفسير، والذي قد لا يخدم سوى طريقتهم الخاصة في التعليم. فالأمثال غنية جدًا بالمعاني، وذاخرة بالتعليم، حتى أنه لا يمكن قصر التفسير على معنى واحد. لا أحد بإمكانه الادعاء أن تفسيره هو التفسير الصحيح الوحيد. فمَثَل ما، قد يمكن أن يطبق على الحاضر، أو الماضي، أو المستقبل.