ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد عين مجلس اللاهوت ساعة الصفر؛ ساعة بدء المعركة أو الضربة الأولى زمانـًا ومكانـًا. فلم يكن مكان المعركة هذه المرة عند بحر سوف (خر14)، أو نهر قيشون (قض4)، أو تلَّ مورة (قض7)،.. إلخ. فهذه كانت مواقع انتصارات أولية لهذا القائد العظيم، بل اُختير مكان المعركة هذه المرة في موضع الجلجثة، الذي تفسيره ”جمجمة“ أي الموت. وذلك لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس. وبدقة متناهية تحدَّدت ساعة الصفر الساعة السادسة في منتصف يوم الجمعة، بعد أن يكون الخصم الشرس قد أفرغ كل ما في جعبتهِ من سهام، وما في جوفهِ من سموم؛ تارة عن طريق الأصدقاء من هروب وإنكار وخيانة، وتارة عن طريق الأعداء من سخرية وتعيير وإهانة. وهو يقفُ مزهوًا فخورًا، معتزًا جَسُورًا. يصول على ألسنة الحاقدين، مستهزئًا. ويجول على مشاعر المحبين، مُرعبـًا. ومع دقات الساعة السادسة (الثانية عشر ظهرًا بتوقيتنا الحالي) حدث شيءٌ لم يتوقعه إنسان، شيءٌ ارتجف له الوجدان، وتشيب لهوله الولدان. ففي رابعة النهار صدرت الأوامر للشمس بأن تحجب نورها، فصارت ظلمة حالكة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة. وعندها صرخ يسوع بصوتٍ عظيمٍ «إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟». وقد سمع هذه الصرخة كل الواقفين في محيط الجلجثة. فما كان من غبائهم وجهلهم المُطبق إلا أنهم قالوا ««إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا» (مت27: 36، 47) ولم يعلم هؤلاء أن هذا المحارب الذي نزل ميدان المعركة، يتصل بالقيادة العليا، في غرفة عمليات مجلس اللاهوت. لم يفهم أولئك المتواجدون في موضع الجلجثة معنى هذه العبارة. وقبلها كانت هناك صرخات تعلو عن المُعَدَّل الطبيعي لتردد الموجات الصوتية الذي تسمعه الأذن البشرية، فلم تستطع أذان الواقفين في محيط الجلجثة أن تسمعه. ولكن آذان الأنبياء السابقين، والتي كانت مجهَّزة بتقنيات عالية، استطاعت أن ترصد لنا بعضًا من تلك الصرخات بأجهزة النبوة المتطورة وسجَّلتها لنا؛ فمنهم من رصد عبارة: «عَلَيَّ اسْتَقَرَّ غَضَبُكَ، وَبِكُلِّ تَيَّارَاتِكَ ذَلَّلْتَنِي» (مز88: 7). ومنهم من التقط عبارة: «غَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا عِنْدَ صَوْتِ مَيَازِيبِكَ. كُلُّ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ طَمَتْ عَلَيَّ» (مز42: 7). وآخر التقط عبارة تقول: «يَبِسَتْ مِثْلَ شَقْفَةٍ قُوَّتِي، وَلَصِقَ لِسَانِي بِحَنَكِي، وَإِلَى تُرَابِ الْمَوْتِ تَضَعُنِي» (مز22: 15). ومنهم من رصد عبارة أتت من القيادة تقول: «اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اضْرِبِ الرَّاعِيَ» (زك13: 7). إزاء هذا، إذ بالشيطان يقف خائفـًا مذعورًا بعد أن كان هائجـًا جسورًا، إذ كان لا يدري ماذا كان يحدث. ولم يستطع فك رموز تلك الشفرات، فوقف مرتجفـًا حائرًا، تُحيط به جموع قـوَّاده، وحشود قـَّواته، من رياسات وسلاطين وأجناد ومرؤوسين؛ رومان ويهود حاقدين. والكل لا يعرف ماذا؟! ولماذا؟! بل كل مَن كان هناك اصطكت ركبتاه، وانحلت خرز حقويه. فها هي الظلمة تغطي الأرض كلها، وكانت هناك أيضًا” زلزلة عظيمة“ - لو قيست بمقياس ريختر لسُجِّلت أعلى القراءات «الأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ» (مت27: 51). يا للهول! هل الكون بدأ يتفكك هل انحلَّت عناصره وتفككت قواعده. وهنا انهارت أسطورة العدو الذي لا يُقهر. فبدأ يولي الأدبار. لكن هيهات فأين يهرب؟ وإلى أين يذهب؟ وقبل أن يشرع في ذلك، إذ بالرب المُعَلَّق على الصليب، وبعد أن وفَّي حق العدالة الإلهية، من شراء وفداء، وبعد أن قال: «قَدْ أُكْمِلَ»، وبعد أن ارتدَّت كل سهام الأعداء إلى نحورهم، وسيوفهم إلى صدورهم، وخناجرهم إلى حناجرهم، وساد صمتٌ رهيب وخرست الألسنة المُتطاوِلة؛ إذ بالمُعَلّق على الصليب، والمُسَمَّر بالمسامير، والمصلوب من ضعفٍ، يُجرِّد الرياسات والسلاطين من كل رتبة وسلطان، ويشهرهم جهارًا أمام كل الأكوان، ظافرًا بهم في الصليب (كو2: 15). وبعدها أسلم الروح ومات، ودُفِنَ في قبرٍ مستعار، والخصم قد ظن بأنه ظفر، إذ دُفِنَ الرب يسوع وخُتِمَ الحجر، وقبل أن يلتقط العدو أنفاسه، فوجئ ببزوغ فجر القيامة في اليوم الثالث. فكانت الهزيمة مضاعفة، والنصر أيضـًا مضاعفـًا؛ لقد مات المسيح على الصليب «أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا»، ولكنه «أُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا». فقد كانت نتيجة الانتصار ليس العفو من جهنم بالموت، بل التأهيل للسماء بالتبرير بالقيامة. وهذا الانتصار مُمْتدّ المفعول ومن حق كل مؤمن أن يستمتع به. . |
|