الكلمة فاحصة وكاشفة
في الأصحاح الخامس من سفر العدد نرى الرب في قداسته، لذا وجب عزل كل ما هو نجس. ونراه في بره لذا فعلى المذنب الإقرار بذنبه، وردّ ما سَلَبَه. لكن نرى الله أيضًا في محبته وغيرته على شعبه، فجاءت شريعة الغيرة؛ فالمرأة التي يغار عليها رجلها وليس شاهد عليها، كان عليها أن تقف أمام الرب وتشرب الماء المقدس، فإذا ورم بطنها وسقط فخذها، تكون قد تنجست، وإن لم يحدث لها شيء كانت طاهرة وتتبرأ (عد5: 11-31). والماء المُقدَّس هو رمز للكلمة، فكلمة الله فاحصة تكشف العمائق وتُميز الأفكار والنيات، بل وتنخس الضمائر، وتهز قلوب سامعيها.
كثيرًا ما يأتي إليَّ أحدهم غاضبًا بعد الخدمة قائلاً: “كلامك الليلة كان مُوجَّهًا إليّ، أنت تقصدني، فقل لي: من قال لك عني؟” وفي كل مرة أرد مداعبًا: “طبعًا أنا أقصدك، ولا أقصد جدران المكان. لكن الحقيقة أن أحدًا لم يخبرني عنك، لكن الرب هو الذي وضع في فمي ما سمعته”.
لذلك ليتنا نقف بصدق أمام الله قائلين: «اخْتَبِرْنِي يَا اللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا» (مز139: 24).