![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() التقديس بالكلمة لأن الله قدوس، واسمه قدوس، فلا عجب أن تكون كلمته مُقدَّسة أيضًا. هذه الكلمة الإلهية تُقدِّسنا وتُخصصنا لله، لذلك طلب الرب يسوع من الآب قائلاً: «قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ» (يوحنا 17:17). والتقديس له 3 وجهات أساسية: 1- التقديس بذبيحة المسيح: «فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً» (عب10: 10). وهذا هو عمل الله لأجلنا, وبه يصبح المؤمن في وضع جديد أمام الله. 2- التقديس بعمل الروح القدس: «اغْتَسَلْتُمْ، بَلْ تَقَدَّسْتُمْ، بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا» (1كو6: 11)، «بُطْرُسُ... إِلَى الْمُتَغَرِّبِينَ... الْمُخْتَارِينَ بِمُقْتَضَى عِلْمِ اللهِ الآبِ السَّابِقِ، فِي تَقْدِيسِ الرُّوحِ لِلطَّاعَةِ، وَرَشِّ دَمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1بط1: 1، 2). وهذا أيضًا عمل الله داخليًا في المؤمن مما يجعله أدبيًا منفصلاً لله. 3- التقديس بتأثير الكلمة: «قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ» (يو17: 17)، «طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ» (1بط1: 22). ويُشار إلي الكلمة بالماء «أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ» (أف5: 25، 26). وفي العهد القديم كان التطهير طقسيًا بالماء كما في ماء المرحضة، القطعة السابعة في خيمة الاجتماع (خر30: 17-20). وفي شريعة البقرة الحمراء كان يُرَّش الماء على المنجَّسين في اليومين الثالث والسابع. والباب السابع من أبواب أورشليم هو باب الماء (انظر نحميا 3)، وهو الباب الوحيد الذي لم يكن في حاجة لإصلاح أو ترميم، فهو يحتفظ بكماله وجماله. والرقم 7 هو رقم الكمال، وفي الكلمة الإلهية نرى كل الكمال والجمال «لِكُلِّ كَمَالٍ رَأَيْتُ حَدًّا، أَمَّا وَصِيَّتُكَ فَوَاسِعَةٌ جِدًّا» (مز119: 96). الكلمة فاحصة وكاشفة في الأصحاح الخامس من سفر العدد نرى الرب في قداسته، لذا وجب عزل كل ما هو نجس. ونراه في بره لذا فعلى المذنب الإقرار بذنبه، وردّ ما سَلَبَه. لكن نرى الله أيضًا في محبته وغيرته على شعبه، فجاءت شريعة الغيرة؛ فالمرأة التي يغار عليها رجلها وليس شاهد عليها، كان عليها أن تقف أمام الرب وتشرب الماء المقدس، فإذا ورم بطنها وسقط فخذها، تكون قد تنجست، وإن لم يحدث لها شيء كانت طاهرة وتتبرأ (عد5: 11-31). والماء المُقدَّس هو رمز للكلمة، فكلمة الله فاحصة تكشف العمائق وتُميز الأفكار والنيات، بل وتنخس الضمائر، وتهز قلوب سامعيها. كثيرًا ما يأتي إليَّ أحدهم غاضبًا بعد الخدمة قائلاً: “كلامك الليلة كان مُوجَّهًا إليّ، أنت تقصدني، فقل لي: من قال لك عني؟” وفي كل مرة أرد مداعبًا: “طبعًا أنا أقصدك، ولا أقصد جدران المكان. لكن الحقيقة أن أحدًا لم يخبرني عنك، لكن الرب هو الذي وضع في فمي ما سمعته”. لذلك ليتنا نقف بصدق أمام الله قائلين: «اخْتَبِرْنِي يَا اللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا» (مز139: 24). تأثير كلمة الله لقد ضاع سفر الشريعة أيام السبي لعشرات السنين، وبذلك حُرمت الأمة مِن قراءته، ثم وُجد السفر فأخذه حلقيا الكاهن، وأعطاه لشافان الكاتب، فجاء به إلى الملك الشاب يوشيا (2أخبار34)، وعندما قُرئ السفر أمامه، تواضع الملك، ومزق ثيابه، وبكى. لا نقرأ أن شافان الكاتب أو حلقيا الكاهن أو خلدة النبية أو غيرهم، مزق أحد منهم ثيابه، فلم يبلغ أي واحد منهم رقة قلب الملك الشاب يوشيا. كان العثور على السفر بالنسبة لهم شيئًا عظيمًا، ولكنه لم يؤثِّر في قلوبهم مثلما أثَّر في قلب يوشيا. كان بالنسبة لهم كتابًا، وكان ليوشيا كلمة الله الحية. ليتنا جميعًا نكون هكذا! دعه يغسل قدميك في يوحنا 13 نرى السيد وقد قام عن العشاء، وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ، حتى جاء إلى سمعان بطرس فأبى قائلاً: «يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَغْسِلُ رِجْلَيَّ! ... لنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَدًا! أَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ. قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: يَا سَيِّدُ، لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا يَدَيَّ وَرَأْسِي. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ﭐلَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ، بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ» (يو13: 1-10). لذا ليتنا قبل أن نذهب للعشاء، سواء كان عشاء الشركة اليومية، أو عشاء المحبة الأسبوعية، أن نكون طاهرين بأن نسمح للرب بأن يغسل أرجلنا التي هي عُرضة للاتساخ طالما نحن هنا. وكم حاجتنا ماسة لهذا الماء الثمين! «أَحَبَّ الْمَسِيحُ ... الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ» (أف5: 25، 26). والماء هنا يشير للكلمة المُقدَّسة، كما قال الرب لتلاميذه: «أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ» - لا لسبب الماء الذي غسلت به أرجلكم - بل «لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ» (يو15: 3)، و«بِمَ يُزَكِّي (يُطهّر) الشَّابُّ طَرِيقَهُ؟ بِحِفْظِهِ إِيَّاهُ حَسَبَ كَلاَمِكَ» (مز119: 9). وحسنٌ قيل: “إما أن تحفظك الكلمة مِن الخطية، أو أن تحفظك الخطية مِن الكلمة”. صديقي العزيز: أن تقرأ في الصباح الباكر، وبصورة يومية، وبروح الخشوع فصلاً مِن كلمة الله المنعشة والمُطهِّرة، هذا يضمن لك قداسة الفكر طوال النهار، طالما نحفظها ونقبلها ونجترّ عليها «خَبأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ» (مز119: 11). إن كلمة الله كالمرآة تكشف العيوب، وكالماء تغسل وتنعش وتطهر القلوب. في حلاوتها أحلى من العسل وقطر الشهاد، وفي غلاوتها أشهى من الذهب والإبريز الكثير، وفي حفظها ثواب عظيم (مز19: 11). هي كالمطرقة تحطِّم الصخر، وهي كالسراج في ظلمة هذا الدهر. ليتنا نصرخ قائلين: «دَعَوْتُكَ. خَلِّصْنِي، فَأَحْفَظَ شَهَادَاتِكَ» (مز119: 146)، والمقصود من الخلاص هنا ليس الخلاص مِنْ الضيق، ولا الخلاص مِنْ عقوبة الخطية، بل مِن كل ما يُعطلنا عن حفظ الكلمة. فالرب يوصي: «يَا ابْنِي، احْفَظْ كَلاَمِي وَاذْخَرْ وَصَايَايَ عِنْدَكَ. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا، وَشَرِيعَتِي كَحَدَقَةِ عَيْنِكَ. اُرْبُطْهَا عَلَى أَصَابِعِكَ. اكْتُبْهَا عَلَى لَوْحِ قَلْبِكَ ... لِتَحْفَظَكَ مِنَ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ مِنَ الْغَرِيبَةِ الْمَلِقَةِ بِكَلاَمِهَا (صورة للخطية)» (أم7: 1-5). |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التقديس بالذبيحة |
روح التقديس |
ما هو التقديس؟ ما هو تعريف التقديس المسيحي؟ |
التقديس |
التقديس للكأس |