منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 12 - 2024, 01:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

دُعينا للقداسة






دُعينا للقداسة


«كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ، بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ.لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ» (1بط1: 14-16)
عندما نتكلم عن القداسة، يشعر البعض منا بالثقل الشديد تجاه هذا الأمر، في حين أن الدعوة التي قدمها الله لنا لنكون قديسين، هي امتياز قبل أن تكون مسؤولية. فبعد أن عرَّفنا الرب بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه، أمكننا أن نطمئن ونستريح لرأي مشيئته، إذ نرى صلاحه وغنى نعمته في الدعوة التي يقدمها لنا. وكأي دعوة تُقدَّم، لا بد أن نعرف:
1- مُقدِّم الدعوة.
2- غرض الدعوة.
3- المدعوين.
أولاً: مُقدِّم الدعوة
هو الله القدوس، الذي طالما شن الشيطان هجومه عليه. حتى إننا نسمع الشيطان يتهم الله في أول حديث يُسجل له قائلاً: «بَلِ اللهُ عَالِمٌ أنَّهُ يَوْمَ تَأكُلانِ مِنْهُ ... تَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ» (تك3: 5). والرسالة الواضحة من الشيطان هنا: “الله لا يريدكما أن تكونا مثله”. وهذا عكس إرادة الله تمامًا. فأول كلام نطق به الله عن الإنسان في أول أصحاح في كتابه: «نَعْمَلُ الإنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا ... فَخَلَقَ اللهُ الإنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ» (تك1: 26، 27). وعندما حاول الشيطان أن يعطل هذا القصد بأن يجعلنا «عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ»، لكن لا نستطيع فعل الخير، ونُستعبد لفعل الشر، فنصبح بذلك عكس الله تمامًا، تدخَّل الله وتكلَّف أغلى من عنده كي يُنقذنا من هذا المخطط، ويجعل الوضع الطبيعي لنا هو فعل الخير وليس الشر «لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ، فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ» (3يو11). فكيف يمكن لله؛ الذي يريدنا أن نكون مثله، وأن نشابه صورة ابنه (رو8: 29)، أن يحقق قصده دون أن يدعونا للقداسة التي هي صفته؟!
وقبل أن يدعونا الله للقداسة في 1بطرس1: 15، تكلَّم أولاً عما يفعله معنا، وعن تقديس الروح في ع1، فهو يعمل في داخلنا كي نلبي الدعوة، وهنا نرى الله في صفنا.
ثانيًا: غرض الدعوة
هو القداسة، وأول مرة تحدَّث الله فيها عن “القداسة” في كلمة الله كانت في مشهد موسى والعليقة، حيث جاء التحذير من الله: «لا تَقْتَرِبْ إلَى هَهُنَا ... لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ» (خر3: 5). فكانت قداسة الله تحذر من الاقتراب منه، ولا بديل عن القداسة لكي نقترب إلى الله، فالله لا يساوم في هذه المسألة. ، ولذا عندما أراد الله أن يكون له شعب من نسل إبراهيم، نَبَّه على ضرورة القداسة «إنِّي أنَا الرَّبُّ إلَهُكُمْ فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ، لأنِّي أنَا قُدُّوسٌ» (لا11: 44). وعندما اختارنا الله لنفسه شعبًا خاصًا كان لا بد من هذا الشرط نفسه (1بط1: 15). فالقداسة مطلب أساسي لكي تكون هناك علاقة مع الله سواء قبل الصليب أو بعده، وبدونها لن يرى أحد الرب (عب12: 14).
لكن ما أبعد الفارق بين القداسة الرمزية التي طلبها الله من بني إسرائيل، والقداسة الحقيقية التي يطلبها الله منا اليوم. ففي حالة بني إسرائيل ارتبطت القداسة بمسألة الأكل، الأمر الذي أوضح الرب عدم أهميته (حيث كان مجرد رمز)، إذ قال: «لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ ... » (مت15: 11، 17). وأما نحن فيطلب الرسول بطرس القداسة «فِي كُلِّ سِيرَةٍ»، ولئلا يفوتنا ما يقصده الرسول بعبارة “كُلِّ سِيرَةٍ” دعنا نذكر بعض جوانب الحياة التي يجب مراعاة القداسة فيها: العائلي والمهني والاجتماعي والفكري والثقافي والمالي والبدني والروحي والخدمة. ولكن ليس هذا كل ما يقصده الرسول، فهو يقصد «كُلِّ سِيرَةٍ»!
كما أن مقياس القداسة يختلف تمامًا، فالله لم يطلب من بني إسرائيل مقياسًا معينًا، بينما طلب منا أن نكون قديسين «نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ»، فالمقياس المطلوب هو قداسة الله نفسه! ولعلنا لا نستطيع بلوغ هذا المستوى، ولكنه يظل المستوى الذي يطلبه الله منا. ألا نصرخ مع داود قائلين: «اخْتَبِرْنِي يَا اللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا» (مز139: 23، 24).
ثالثًا: المدعوون
كأي دعوة تُقدم، يكون للمدعوين الحق في قبولها أو رفضها. وهذا ما ظهر واضحًا في دعوة الملك الذي صنع عرسًا لابنه في متى 22، حيث رُفضت الدعوة مِن قِبَل المدعوين، فاتجهت الدعوة للكل أشرارًا وصالحين، حتى امتلأ العرس من المتكئين، ولكننا نفاجأ بتعليق الرب «لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ، وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ (يُختارون)» (مت22: 14). أي أن المجموعة التي قبلت الدعوة، كانت الدعوة ملزمة لهم، لأن هذه المجموعة كانت مُختارة من قِبَل الله، والعجيب أن كلمة “يُنْتَخَبُونَ” جاءت في اليوناني ἐκλεκτός (eklektos) وهي نفس الكلمة التي ذكرت في 1بطرس 1:1 «بُطْرُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى الْمُتَغَرِّبِينَ ... الْمُخْتَارِينَ ἐκλεκτός (eklektos)». أي أن الدعوة للقداسة المقدمة من الله في 1بطرس 1: 15 هي ليست دعوة موجهة لكل البشر، بل هي مقدمة لأناس سبق الله واختارهم، ولهذا يضطر الله أحيانًا أن يؤدبنا لكي يقودنا للاشتراك في قداسته (عب12: 10). وهكذا فإن دعوة القداسة ليست امتيازًا فقط، بل تصحبها مسؤولية كبيرة، لذلك نرى الدعوة مصحوبة بطلب «لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ ... كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ» (1بط1: 14، 15). وهنا يظهر دورنا ومسؤوليتنا إزاء هذه الدعوة.
فيا ليتنا نشعر بعظمة الامتياز وجسارة المسؤولية، فنلبي دعوة الله أن نكون مثله، قديسين نظيره في كل سيرة، إلى أن يحقق الله قصده النهائي حيث يوقفنا أمامه «قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ» (أف1: 4).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
معرفة المسيح هي طريقه للقداسة
هل الألم طريق للقداسة؟
العوامل المقاومة للقداسة ومعالجتها
اعطني شغف للقداسة
إنّه وقت للقداسة


الساعة الآن 08:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025