![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أين نام هذا المولود الملك؟ هل في قصر القيصر؛ في مهدٍ من ذهب وعلى وسائد من ريش النعام؟ كلا، فهذا المولود المتربع على عرش النور والبهاء؛ نزل في مذود حقير، ولُفّ في أقمطة متواضعة، مفضلاً أن يسكن معنا في ظلمة منزلنا الترابي . مُخلياً نفسه من المجد، وآخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس. من يتتبّع حياته في أدوارها المختلفة سيراه شاباً يعمل في حانوت يوسف النجار، ثيابه ثياب الفقراء وطعامه الكفاف . فالذي أراح المتعبين؛ لم يجد له أين يسند راسه. قال مرّة: "للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار ولكن ابن الإنسان ليس له أين يسند رأسه". إن هذا الذي كانت الملائكة تتلقى الأوامر لخدمته؛ أخذ منشفة واتزر بها، وغسل أرجل تلاميذه. يا له من تواضع عجيب. لم يطلب اسمًا أو شهرة لنفسه، بل وضع نفسه وافتقر من أجلنا. والآن لنتأمّل في ما فعله الله. فإذا كان المخلِّص قد وضع نفسه، فالله رفَّعه أيضًا. وإن كان لم يطلب اسمًا لنفسه، فإن الله أعطاه اسمًا فوق كل اسم. وإن كان قد حنى ركبتيه في خدمة الآخرين، فالله قرَّر أنَّ كلّ ركبة ستنحني جاثية له وكل لسان يعترف بأنه رب لمجد الله الآب. |
![]() |
|