![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() قداسة الله ليست مجرد بغض للشر، أي سلبية فقط، كقول حبقوق: «أَلَسْتَ أَنْتَ مُنْذُ الأَزَلِ يَا رَبُّ إِلَهِي قُدُّوسِي؟ ... عَيْنَاكَ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ تَنْظُرَا الشَّرَّ وَلاَ تَسْتَطِيعُ النَّظَرَ إِلَى الْجَوْرِ» (حب1: 12، 13)، بل هي إيجابية أيضًا، ففي شريعة البقرة الحمراء التي تُشير إلى المسيح (عد 19)، كان المطلوب في الذبيحة أن تكون بلا عيب (وهذه صفة سلبية)، كما كان يجب أيضًا أن تكون صحيحة (وهذه صفة إيجابية). فقد قيل عن المسيح: «الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً» (1بط 2: 22)، وأيضًا «إِنَّهُ عَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَنًا!» (مر7: 37). والله وحده ينفرد بهذه الصفة، فلمن غيره نُسبت؟ ولمن غيره قيل «قُدُّوسٌ هُوَ» (مز99: 3)؟ بل ويقال له «لأَنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ» (رؤ15: 4). فقداسته قداسة مطلقة ليس فيها ذرة من النجاسة. حاشا! ولا نقدر أن نشبهه بآخر «فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ» (إش40: 25). وأمام هذه القداسة يجد الإنسان نفسه في مشكلة المشاكل؛ ألا وهي كيف يتعامل مع إله قدوس مثل هذا؟! وكيف يتوافق معه؟! ولعلاج ذلك فَكَّر الإنسان فيما لا يمكن أن يكون؛ وهو أن يُقلّل من بشاعة الخطية، وأيضًا أن يُقلّل من منسوب قداسة الله، لكي يُريح ضميره مع العيشة في النجاسة! ولكن «لِلشِّرِّيرِ قَالَ اللهُ ... ظَنَنْتَ أَنِّي مِثْلُكَ» (مز50: 16- 21). ألم يدرك الإنسان أن الله «إِلَهٌ قُدُّوسٌ وَإِلَهٌ غَيُورٌ هُوَ» (يش24: 19)؟ ولهذا يقع الإنسان في خطأ لكي يُحقق ما سبق؛ بأن يضع مقاييس بشرية للخطية. فيُصنفها بين خطية كبيرة وصغيرة، أو بين بيضاء وسوداء، وهكذا. ولكن مقاييس الله تختلف عن مقاييس الإنسان. فاسمع ما يقول الكتاب: «إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ (لا لزوم لها) يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ» (مت12: 36). بل إن «فِكْرُ الْحَمَاقَةِ خَطِيَّةٌ» (أم24: 9). وأيضًا «فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذَلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ» (يع4: 17). ويُجْمِل الكتاب عقوبة كل أنواع الخطايا في عبارة واحدة؛ وهي «أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رو6: 23). من هذا نرى أن الإنسان يعجز عن أن يُقَدِّر قداسة الله، فقد استهان آدم بها وأكل من الشجرة المحرمة، وبسبب خطية واحدة طُرِد من الجنة (تك3: 24). وإشعياء عندما وُجد في محضر الله والسَّرَافِيمُ تُسبِّح قائلة: ««قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ»، صرخ قائلاً: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ، وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ» (إش6: 3-5). وقد تذكر يعقوب قداسة الله، عندما طلب منه الرب أن يصعد إلى بيت إيل «فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: اعْزِلُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَأَبْدِلُوا ثِيَابَكُمْ» (تك35: 1-3). |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القداسة و النجاسة ضد بعض |
فأيَّة قداسة يجب أن نسلك فيها |
النجاسة |
قداسة البابا فجر قنبلة من العيار الثقيل والتى فيها يحذر أنبا يوأنس من شهوة قلبه المشتعلة |
ماء النجاسة |