وحينَئذٍ يَرى النَّاسُ ابنَ الإنسان آتِيًا في الغَمام في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال
تشير عبارة "حينَئذٍ" إلى التَّاريخ الذي لا يسير نحو نهايته والفناء والفوضى والموت؛ بل إنّه يسير نحو لقاء الرَّبّ؛ أما عبارة "يَرى النَّاسُ ابنَ الإنسان" فتشير إلى النَّاس المؤمنين، وغير المؤمنين، الذين يرون عودة المسيح دليل أنَّ الرَّبّ يسوع يُحب الجميع، يُكرّم السَّامري والأممي تمامًا مثل اليهوديّ، ويدعو الجميع للتَّرحيب والاهتمام والمشاركة.
أمَّا عبارة "ابنَ الإنسان" فتشيرإلى شخصيَّه سماويَّة. ولم يرد لقب "ابن الإنسان" في الإنجيل أو على لسان يسوع، لكن وجدت فيه الجماعة المسيحيَّة الأولى إحدى الألقاب المميَّزة ليسوع النَّاصري. يُعُزى بعض المفسِّرين هذه اللَّقب إلى ما ورد في حزقيال (حزقيال 2: 1-3) لكن أكثر المفسرين يردّونها إلى التَّقليد الرُّؤيوي (دانيال 7: 13)؛ وفي هذا التَّقليد، سيأتي ابن الإنسان في اليوم الأخير ليدين الخاطئين ويُخلص الأبرار. وهذا اللَّقب، من حيث انه مرتبط بلقب "عبد الله المتألم" الوارد في نبوءة أشعيا، فانه يوحِّد بين الصَّليب والمجد (مرقس 8: 31).
ومن هذا المنطلق، فان الجماعة المسيحيَّة الأولى أطلقت هذا اللَّقب على يسوع لكي تُرينا أنَّ يسوع ذاك الذي يستبق الدَّينونة بسلطانه مخلصًا الخاطئين (متى 9: 6) وفاتحًا الزَّمن المسيحاني (متى 12: 8).