![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يبارك ابني يوسف بثقة وحكمة شديدتين، مُقدِّمًا الصغير على الكبير، وكيف أن عينيه اللتين كلَّتا عن البصر، تنفُذان خلال أجيال قادمة، لتريا “شيلون”، وتاجه الذهبي البرَّاق (تك49: 10). وفي النهاية يسجد على رأس عصاه، ويتكلَّم بكلمات النصرة، شهادة لمواعيد الله، ولرعايته الأمينة، ولخلاصه العجيب (تك48: 15، 16). وعلى جميع المؤمنين يصدق القول: «فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ» (تك16: 33)، وعلى عدد قليل منهم يصدق القول: «وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ» (2تي3: 12). من هذه الزاوية يُعتبر يوسف مثالاً مشهورًا في الكتاب المقدس للتأديب من أجل نضج الصفات؛ إنه تدريب، كما ذكرنا، هو تأديب تعليمي وليس قضائي.. لم يتألم يوسف من أجل خطية ارتكبها، ولكن على العكس «كَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا ... وَرَأَى سَيِّدُهُ أَنَّ الرَّبَّ مَعَهُ وَأَنَّ كُلَّ مَا يَصْنَعُ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ بِيَدِهِ» (تك39: 2، 3). كان الله في فكره ونصب عينيه دائمًا. حين جُرِّب، قال: «فَكَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟» (تك39: 9). وحين ظُلّم ووُضع في السجن، لم يتذمَّر على ما حاق به من جرّاء هذا الاتهام الظالم الفادح، بل في شموخ روحي ونفسي، حاول أن يخفِّف من آلام الآخرين. وحين عرَّف إخوته بنفسه قال لهم: «لاَ تَتَأَسَّفُوا وَلاَ تَغْتَاظُوا لأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا، لأَنَّهُ لاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِيَ اللهُ قُدَّامَكُمْ». |
![]() |
|