![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَنِّي أُفَتِّشُ أُورُشَلِيمَ بِالسُّرُجِ، وَأُعَاقِبُ الرِّجَالَ الْجَامِدِينَ عَلَى دُرْدِيِّهِمِ، الْقَائِلِينَ فِي قُلُوبِهِمْ: إِنَّ الرَّبَّ لاَ يُحْسِنُ وَلاَ يُسِيءُ. [12] إذ يرى البعض الأبرار في ضيق بينما يتمتع الأشرار بنجاحٍ وازدهارٍ، كثيرًا ما يتساءلون قائلين: أين العدالة الإلهية؟ أين المكافأة التي ينالها الأبرار؟ وأين العقوبة التي تحلٌ بالأشرار؟ أين هي رعاية الله واهتمامه بالبشرية؟ هنا يصوَّر الله وهو يؤدب أورشليم على شرورها أنه ممسك بسرجٍ، يفتش حتى في الأماكن الخفية المظلمة، لكي لا يهرب شرير من التأديب الإلهي. هنا يفتش الرب أورشليم بسرجٍ لا ليبحث عن الدرهم المفقود (لو 15: 8-10)، فقد قدم فرصًا كثيرة للخطاة كي يرجعوا إليه، لهذا يستخدم السرج ليفرز الأشرار المُصرين على الاستهانة بإنذارات الله، لكي يؤدبهم. يُعاقب الله ليس فقط الذين يسكرون بخمر محبة الترف والعالم، وإنما حتى الذين يشربون ما يتبقى من رواسب في زجاجات الخمر (التفل). هؤلاء في سكرهم يسقطون في الإلحاد العملي، حيث لا ينكرون وجود الله، إنما ينكرون عنايته بالعالم أو اهتمامه بالبشر، وكأنه لا يشغله الإنسان في شيءٍ. في هذا الأصحاح يظهر الرب كمن هو في وسط يهوذا لكي يدينها أو يؤدبها، أما في الأصحاح الأخير فيعلن عن سكناه وسط البشرية لكي تتهلل به كما يبتهج هو بها، لأنها موضع سروره. هنا يعلن تأديبه ليهوذا المتعبدة للأوثان، الأمر الذي لا يطيقه الله بالنسبة لشعبه. * جاء الرب يسوع إلى أورشليم في الهيكل. وإذ نظر حوله على كل شيء،ٍ إذ كان الوقت متأخرًا ذهب إلى بيت عنيا مع الاثني عشر (مر 11: 11). دخل الرب أورشليم في الهيكل. وإذ دخل ماذا فعل؟ تطلع إلى كل شيءٍ. كان في هيكل اليهود يطلب مكانًا لراحة رأسه فلم يجد... تطلع إلى اليهود؛ وكان يود أن يكون في وسطهم، لكنه لم يجدهم... كان يقيِّم كل ما هو حوله كمن يبحث بسرجٍ، لذلك يقول صفنيا النبي: "أفتش أورشليم بالسرج" (صف 1: 12). بنفس الطريقة تطلع الرب أيضًا حوله في كل شيءٍ بضوء سراجٍ. كان يبحث في الهيكل فلم يجد ما طلبه. إلى أن جاء المساء وكان لا يزال يفحص كل شيءٍ... ما دام يوجد نور، فقد بقي في الهيكل. أما وقد حلّ المساء، عندما حلَّت ظلال الجهالة، فأظلم هيكل اليهود، ذهب إلى بيت عنيا مع الاثني عشر. لقد بحث المخلص، وبحث الرسل، وإذ لم يجدوا شيئًا في الهيكل تركوه. القديس جيروم * هذا السؤال غالبًا ما يتردد في أذهان من ليس لهم إيمان عظيم ومعرفة، ظانين أن مكافأة القديسين التي لا توهب في هذا العالم بل في الحياة العتيدة، تُمنح لهم في هذه الفترة القصيرة من الحياة الزائلة. أما نحن فقد وضعنا رجاءنا في المسيح، لا في هذه الحياة، لئلا نصير كقول الرسول أشقى جميع الناس (1 كو 15: 19).فالله لا يمنع التجارب عن المستقيمين، ولا يكافئ في هذا العالم الصالحين بأمورٍ نافعةٍ، والأشرار بأمورٍ شريرةٍ. فإن قلنا بغير هذا نسقط في العقاب مع من ذكرهم صفنيا النبي: "القائلين في قلوبهم إن الرب لا يحسن ولا يسيءُ" (صف 1: 12). أو على الأقل نصير بين المجدفين على الله القائلين: "كل مَن يفعل الشرَّ فهو صالح في عيني الرب، وهو يُسَرُّ بهم. أو أين إله العدل؟" (مل 2: 17)، ونسقط في التجديف الذي وصفه (النبي) هكذا: "عبادة الله باطلة، وما المنفعة من أننا حفظنا شعائرهُ وأننا سلكنا بالحزن قدام رب الجنود. والآن نحن مطوِّبون المستكبرين، وأيضًا فاعلو الشرّ يُبنَون بل جرَّبوا الله ونجوا" (مل 3: 14، 15). الأب ثيؤدور |
![]() |
|