هناك البعض فريسيون في وجهات نظرهم
ويبدو أنهم ينتفخون بمفاهيم برهم الذاتي؛ فهم يعتقدون أنهم أفضل من أقرانهم، ويفتخرون بحياة تقضَى حسنًا، ويُقيّمون نواياهم الحسنة جدًا.
إنهم يخدعون أنفسهم في أعينهم، وعندما يلومهم ضميرهم، يحتمون في الحال في قداستهم الظاهرية، ومزاياهم الطبيعية، وطقوسهم الدينية، وأعمالهم الخيرية ... إلخ، كتعويض.
وبالشعور بالرضا الذاتي ينظرون نظرة دونية إلى الجمع المار، ويُقررون أن يستمروا في طريقهم المتعالي بغيرة متزايدة. إلا أنه لا بد لهؤلاء أن ”ينزلوا“، إن كانوا يريدون التمتع بخلاص الله.
البر الذاتي لا بد أن يتضع، المزايا الطبيعية لا بد أن تُنحى جانبًا، والأفكار العالية لا بد أن تنخفض؛ لا بد أن ”ينزل“ كهالك، ضائع، خاطئ نجس؛ ينزل إلى يدي المخلص الممدودة، إن كان ليتمتع بخلاصه العظيم؛ لأنه قال: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ، بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا، بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ» (لو ٥: ٣١، ٣٢).