|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الغفران ليس ترك الخاطئ غير التائب يفلت من عقاب. بل هو استعداد شديد لتقديم الرحمة لمن ظلمنا. عندما نغفر، نحرر أنفسنا من القيود التي يصنعها لنا خطأ شخص آخر. من المستحيل أن نعيش في طاعة كاملة لله عندما يكون شخص آخر هو المتحكم في مشاعرنا. أتباع يسوع لا يتحكم فيهم سوى الروح القدس (أفسس 5: 18). يجب علينا أن نطيع حتى الأوامر الصعبة المتعلقة بالغفران لكي ننمو روحيًا ونعيش في خضوع لكلمة الله (لوقا 6: 46). غالبًا ما يكون الغفران نافذة يلمح العالم من خلالها رحمة الله. فنحن نقدّم نموذجًا لتعاليم الله بشأن اللطف والرحمة والمحبة والتواضع عندما نغفر للآخرين. لا يستطيع الناس رؤية يسوع فينا عندما نسير في مرارة وغضب. عندما يكون كل ما يمكننا التحدث عنه هو كيف تعرضنا للظلم، أو كيف خاننا شخص ما، أو الجروح التي نحملها بداخلنا، فإننا نغفل عن مهمتنا الأساسية، وهي التلمذة (متى 28: 19). يجعلنا عدم التسامح نركز على أنفسنا بدلاً من التركيز على الله ويسرق محبتنا وسلامنا وفرحنا (انظر غلاطية 5: 22). يكون الغفران للآخرين أسهل بالنسبة للبعض عنه بالنسبة لغيرهم، لكننا مطالبون جميعًا أن نغفر إذا أردنا أن نسير في شركة مع الله. يجد البعض صعوبة في المسامحة لأن لديهم سوء فهم لما يعنيه الغفران. الغفران ليس هو المصالحة. يمكننا أن نغفر من القلب مع إبقاء مسافة بيننا وبين الذين خانونا. الغفران لا يسمح للمسيئين غير التائبين بالعودة إلى حياتنا، لكنه يسمح لسلام الله بالعودة إلى حياتنا. صلى يسوع وهو على الصليب من أجل قاتليه قائلًا: "يَا أَبَتَاهُ، ٱغْفِرْ لَهُمْ" (لوقا 23: 34). ونحن نعكس صورة يسوع عندما نغفر لمن يظلمنا، فالهدف الأسمى بالنسبة للمؤمنين هو أن يكونوا مثل يسوع (رومية 8: 29). |
|