![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() محبة الله موضوع من أروع الموضوعات إلى قلب كلِّ إنسان تمتَّع بمحبة الله، ونلمسه من أول صفحات الكتاب. فقبل أن يخلق الله الإنسان، ونحن نراه مشغولاً به. ففي سفر التكوين الأصحاح الأول نجد الله يعيد تجديد الأرض قبل أن يخلق الإنسان، فأوجد النور والجَلَد والنباتات والأعشاب والأشجار المثمرة والشمس والقمر والنجوم والكواكب والطيور والأسماك والحيوانات، كل هذا خلقه الله لخدمة الإنسان قبل أن يخلق الإنسان! بصمات محبة الله في عالم الفلك هتف النبي إشعياء قديمًا قائلاً: «ارْفَعُوا إِلَى الْعَلاَءِ عُيُونَكُمْ وَانْظُرُوا، مَنْ خَلَقَ هذِهِ؟» (إش40 :26). فهل تساءلنا يومًا: لماذا خلق الله الشمس والقمر والنجوم ؟ لقد خَلَقَها كلها لخدمة الإنسان. ما أعظمك يا رب! من أين كان يمكن للإنسان أن يعرف الأزمنة والأوقات، وحساب الدورة الزراعية، والمواسم والأعياد الدينية، وتحديد اتجاهات المسافر في الصحراء أو في البحر ليلاً، لولا الشمس والقمر والنجوم؟ ما أعظمك يا رب! فلا أستطيع أن أتخيل عالمًا بدون نور؟! فالنور حلو للعينين، وأول كلمة قالها الله: ««لِيَكُنْ نُورٌ. فَكَانَ نُورٌ» (تك1: 3). والله نفسه طبيعته النور «اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ» (1يو1: 5). ويمكننا أن نتأمل في بصمات محبة الله في كل المجالات: في عالم الحيوان، وفي عالم النباتات، في الكائنات البحرية وفي طيور السماء، ولكننا نختصر لنصل إلى محبة الله للإنسان. بصمات محبة الله للإنسان لكي تعرف جيدًا محبة الله للإنسان, قُم بزيارة إحدى المستشفيات، وادخل قسم الأمراض الصدرية، وتأمل في المرضى الذين يتنفسون عن طريق أنابيب الأوكسجين، واسأل نفسك: كم ثمن الأوكسجين الذي يدفعه هذا المريض في اليوم؟ وكم ثمن الأوكسيجين الذي أدفعه أنا إلى الله يوميًا؟! ثم قُم بزيارة إلى قسم الكلى ووحدة الغسيل الكلوي، واسأل نفسك: كم ثمن الغسيل للمرة الواحدة لهذا المريض؟ وكم ثمن الغسيل الربّاني الذي أدفعه أنا إلى الله؟ وأتركك عزيزي القارئ لتتجول بين أقسام المستشفى قسمًا قسمًا: القلب والباطنة والعظام والعيون والأعصاب ... إلخ، واسأل نفسك في كل مرة وأنت في داخل القسم: كم ثمن ما أدفعه لله مقابل ما أحصل عليه منه؟ هذا خلاف النور والمياه، كل هذا يعطيه الله للإنسان مجانًا. ويقول المرنم أيضًا: «الْمُنْبِتُ عُشْبًا لِلْبَهَائِمِ، وَخُضْرَةً لِخِدْمَةِ الإِنْسَانِ، لإِخْرَاجِ خُبْزٍ مِنَ الأَرْضِ، وَخَمْرٍ تُفَرِّحُ قَلْبَ الإِنْسَانِ، لإِلْمَاعِ وَجْهِهِ أَكْثَرَ مِنَ الزَّيْتِ، وَخُبْزٍ يُسْنِدُ قَلْبَ الإِنْسَانِ» (مز104: 14، 15). من خلال قراءة بصمات محبة الله في كتاب الطبيعة، نراها تدور حول إعلان محبة الله للإنسان من ناحية إعوازه الزمنية، ولكن عندما نقرأ في كتاب الله؛ الكلمة الحيّة، نرى محبة الله وقد لمعت بلون آخر لم نره في كتاب الطبيعة: محبة الله في الصليب لنتأمل محبة الله في هذا الاتجاه من عدة زوايا: 1– قياس المحبة عندما أراد أن يسجِّل لنا قياس محبة الله، لم يجد في سجل الأرقام أو الأعداد، ولا في مضاعفاتها، رقمًا يناسب هذا القياس، فاختار كلمة غاية في الدقـّة وهي كلمة “كثيرة” إذ قال: «اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ» (أف2: 4، 5). وأما عن نوع المحبة فلم يجد الروح القدس أيضًا كلمة في قاموس البشر تتناسب مع عظمة هذا النوع، فاختار أيضًا كلمة غاية في الروعة وغاية في الدقة وهي كلمة “أعظم”. عندما قال السيد بفمه الكريم: «لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ» (يو15: 13). وهذه الكلمة تُرينا تفـُّرد هذا النوع من المحبة عن كل أنواع المحبة التي في قاموس البشر. ولكي نعرف هذا النوع من المحبة بصورة أوضح، دعنا نفكر في الأنواع المختلفة من المحبة الموجودة في قاموس البشر: أ) المحبة الشهوانية: وهذا النوع من المحبة يتصف بالأنانية وحب الأخذ ولا يعرف العطاء، مثل محبة أمنون لثامار، وهذا النوع يمكن تسميته “هَاتِ، هَاتِ!” (أم30: 15). ب) محبة الأصدقاء: وهذا النوع من المحبة مثل محبة داود ويوناثان، كان كل منهما يحب الآخر، لأجل غرض في نفسه. وهذا النوع من المحبة يمكن تسميته “هَات، وخذ”. ج) محبة الآباء للأبناء: وهذا النوع من المحبة يتميز بأنه يبدأ بالعطاء، ولكن عند مرحلة معينة يكُفّ الآباء عن العطاء، ويبدأون يطالبون بالأخذ، لذلك يمكن تسمية هذا النوع من المحبة “خُذ وهَات”. لكن عندما نتأمل في محبة الله نجدها تخطَّت كل هذه الحدود، لذلك قال عنها الكتاب: «لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ» (يو15: 13). لذلك كان القياس النوعي لمحبة الله هي كلمة أعظم. 2 – إظهار المحبة «لكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رو5: 8). فالمجال الذي قد ظهرت فيه نعمة الله، وتجلَّت بأوضح صورة، هي في الصليب، عندما مات المسيح لأجلنا ونحن خطاة آثمين. عندما نتأمل في كل هذه الأمور نهتف من أعماقنا مرنمين: مَحبَّةُ اللهِ سَمَتْ ما قاسَها عقلٌ فَطينْ فَوقَ النُّجوم ارْتَفَعَتْ ونَزَلَتْ للهالِكينْ عزيزي القارئ.. هل تمتعت بهذه المحبة العظيمة والرائعة، والتي من خلالها تنال الحياة الأبدية في الحال؟ هيّا الآن أقبل إلى مصدر الحب الأعظم لتستمتع به والرب معك. |
![]() |
|