في المستقبل سينعم علينا بنعمته حيث يتحقق الرجاء المبارك قريبًا بالنعمة «وَاللهُ أَبُونَا الَّذِي أَحَبَّنَا وَأَعْطَانَا عَزَاءً أَبَدِيًّا وَرَجَاءً صَالِحًا بِالنِّعْمَةِ» (2تس2: 16)، «لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (أف2: 7).
وهنا نرى الغاية الأعظم التي لأجلها فاضت علينا الرحمة والمحبة والنعمة، والتي كانت في قصد الله من الأزل، ولم ينظر فقط إلينا وإلى ما كنا عليه، وإلى ما كنا نحتاجه كخطاة مساكين ومعوزين؛ بل نظر أيضًا إلى ما فيه مجده، فسيظهر غنى نعمته، لا في الدهر الآتي فقط، أي الملك الألفي السعيد، بل في الدهور الآتية أيضًا، أي الأبدية التي لا نهاية لها.
بل إن قصده ليس مجرد خلاص وسعادة المفديين، بل إظهار غنى نعمته الفائق لجميع الكائنات العاقلة، وذلك لمدح مجده. لاسمه المعبود كل سجود وحمد وتعظيم إلى أبد الآبدين.