منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 12 - 2024, 02:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

نعمة الله








نعمة الله


بالرغم من شر وفساد الانسان فإن الله هو إله ومصدر كل نعمة، فهو الذي أنعم علينا في الماضي، وينعم علينا في الحاضر، وسينعم علينا في المستقبل.
ففيما يتعلق بماضينا التعس، لقدأنعم الله علينا بنعمته المُخلّصة، إذ أعطاها لنا في الأزل «الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (2تي1: 9، 10)، فقد أظهر الله لنا نعمته بعد أن فشل الإنسان في كل التدابير، وأظهرها أيضًا بظهور ربنا يسوع المسيح، الذى جاء إلينا متجسدًا «ﭐلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا ... مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا» (يو1: 14).
وقد أظهر صلاحه وجوده لشخصيات ليس على مبدإ الاستحقاق، بل من مطلق نعمته؛ ففي العهد القديم أنعم على راعوث الموآبية بالرغم من أن الناموس أغلق الباب أمام شعبها «لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ» (تث23: 3). فبالرغم من أنها امرأة أممية تحت اللعنة، لكن إله كل نعمة أنعم عليها، وأرجعها مع نعمي من بلاد موآب، ووجدت نعمة في عيني بوعز، الذي عزاها وطيب قلبها، واحتمت تحت جناحي إله إسرائيل. والله شرّفها بأن جعلها من ضمن النساء الأربع المذكورات في سلسلة نسب المسيح حسب الجسد (مت1).
وفي العهد الجديد نجد في لوقا 15 ما عمله الأب مع ابنه الضال، والذي نرى فيه صورة لله كلي النعمة؛ فبالرغم من كل ما حدث من هذا الابن، إذ اقتسم ثروة أبيه وهو حي، ثم سافر إلى كورة بعيدة، وهناك بذّر ماله بعيش مسرف، ولكن إذ أنفق كل شيء، وابتدأ يحتاج، فقد رجع إلى نفسه، وقام وجاء إلى أبيه، وكان يتوقع أن الأب لو رحمه فسيقبله باعتباره أجيرًا وليس أكثر. لكن ماذا كان موقف الأب، والذى هو بعينه موقف إله كل نعمة؟ لقد عامله بطريقة لا يتوقعها، فإذ كان لم يزل بعيدًا رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله (أشبعه قبلات)، وأمر عبيده: «أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ.. لأَنَّ ابْنِي هَذَا (وليس الأجير هذا) كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاً فَوُجِدَ».
والله أيضًا بنعمته أتى بشاول الطرسوسي الذي شهد عن نفسه قائلاً: «أَنَا الَّذِي كُنْتُ قَبْلاً مُجَدِّفًا وَمُضْطَهِدًا وَمُفْتَرِيًا» (1تي1: 13؛ انظر أيضًا غل1: 13)، لكن الله أنعم عليه بنعمته، وشكَّله، وجعل منه بولس الرسول المغبوط.
وفي ما يتعلق بحاضرنا: يظل الله مُنعمًا علينا، طوال ترحالنا في هذا العالم، بالرغم من كل ما يمكن أن يصدر منا. وهو ما نراه قديمًا مع يعقوب، الذي خرج من بيت أبيه، مُطارَدًا هاربًا من وجه أخيه عيسو بعد أن أخذ منه البكورية بأكلة عدس، وأخذ منه البركة عن طريق المكر والخداع، كاذبًا على أبيه إسحاق، «وَصَادَفَ مَكَانًا وَبَاتَ هُنَاكَ لأَنَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ. وَأَخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ وَوَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ فَاضْطَجَعَ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ». وهو في هذه الحالة يُظهر الله له كل لطف وإحسان ونعمة «وَرَأَى حُلْمًا وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا فَقَالَ: أَنَا الرَّبُّ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ ... وَهَا أَنَا مَعَكَ وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ وَأَرُدُّكَ إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ» (تك28: 10-15). وما أجمل ما قيل عنه في تثنية32: 10 «وَجَدَهُ فِي أَرْضِ قَفْرٍ وَفِي خَلاءٍ مُسْتَوْحِشٍ خَرِبٍ. أَحَاطَ بِهِ وَلاحَظَهُ وَصَانَهُ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ».
وبالرغم مما ظهر من بطرس إذ أنكر الرب ثلاث مرات، لكنه اختبر معاملات نعمة إلهه معه، فكتب بطريقة اختبارية هذا القول: «وَإِلَهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ ... هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ. لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ» (1بط5: 10، 11).
ويتعامل الله الآن مع بني البشر على مبدإ النعمة، فهو «يُعْطِي نِعْمَةً أَعْظَمَ. لِذَلِكَ يَقُولُ: يُقَاوِمُ اللَّهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً» (يع4: 6)، وهم «يَرْوُونَ مِنْ دَسَمِ بَيْتِكَ وَمِنْ نَهْرِ نِعَمِكَ تَسْقِيهِمْ» (مز36: 8). وهو، له كل المجد، «مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ» (لو6: 35).
وفي المستقبل سينعم علينا بنعمته، حيث يتحقق الرجاء المبارك قريبًا بالنعمة «وَاللهُ أَبُونَا الَّذِي أَحَبَّنَا وَأَعْطَانَا عَزَاءً أَبَدِيًّا وَرَجَاءً صَالِحًا بِالنِّعْمَةِ» (2تس2: 16)، «لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (أف2: 7). وهنا نرى الغاية الأعظم التي لأجلها فاضت علينا الرحمة والمحبة والنعمة، والتي كانت في قصد الله من الأزل، ولم ينظر فقط إلينا وإلى ما كنا عليه، وإلى ما كنا نحتاجه كخطاة مساكين ومعوزين؛ بل نظر أيضًا إلى ما فيه مجده، فسيظهر غنى نعمته، لا في الدهر الآتي فقط، أي الملك الألفي السعيد، بل في الدهور الآتية أيضًا، أي الأبدية التي لا نهاية لها. بل إن قصده ليس مجرد خلاص وسعادة المفديين، بل إظهار غنى نعمته الفائق لجميع الكائنات العاقلة، وذلك لمدح مجده. لاسمه المعبود كل سجود وحمد وتعظيم إلى أبد الآبدين.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
10 أيار ذكرى تطويب الأب نعمة الله الحرديني صلاة للقديس نعمة الله
إن إنجيل نعمة الله يُخبرنا أن الله قد أرسل الروح القدس لينتقي عروساً
نِعم الله كثيرة في حياتنا، فالصحة نعمة والأسرة نعمة
الله يعطيك نعمة فى أعين الناس فيعرفوا أنك مع الله .
يهب الله لآصدقائه نعمة تفوق كل نعمة


الساعة الآن 08:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025