![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أعلن المسيح عن البر الذي يطلبه الله وكان هذا هو موضوع الصِدام الرئيسي بينه وبين الكتبة والفريسيين، فقد صَدَم المسيح سامعيه في موعظة الجبل حين قال لهم: «إن لم يَزِد برّكم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات» (مت5: 20). لقد ظنوا أن البر الذي علَّموا به ومارسوه كفيل أن يضمن لهم مكانًا أكيدًا في الملكوت، فإذا به يكاشفهم أن هذا البر لن يُجديهم نفعًا. لقد كان البر عندهم هو بِرّ الظاهر والمظاهر، فكانوا ينقون خارج الكأس والصحفة وهما من داخل مملوآن اختطافًا ودعارة، وكانوا يُشبهون قبورًا مُبيَّضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة. «هكذا أنتم أيضًا تظهرون للناس أبرارًا، ولكنكم من داخل مشحونون رياءً وإثمًا» (مت23: 28). لكن البر عنده كان ينبع من القلب من الداخل. لقد كان ينظر إلى الدافع وراء العمل وليس فقط إلى الفعل الخارجي، لذلك قال: «سمعتم أنه قيل ... أما أنا فأقول». ما قيل هو ما كان يعلِّمه الكتبة والفريسيون .. وما قاله كان يخص الدافع القلبي. وبما أن البر الحقيقي هو بر الداخل الذي لا يراه الناس، فقد حذَّر المسيح من إدانة الآخرين «لا تدينوا لكي لا تُدانوا». فالحكم بحسب الظاهر ليس هو الحكم الصحيح. |
![]() |
|