تختلف قداسة الله عن بر الله
ففي العهد القديم تستخدم كلمة “قادوش” العبرية (קָדוֹשׁ) والتي تأتي من الأصل العبري “قدش” التي تعني أن يكون شيئًا ما منفصلاً متميزًا أو مخصصًا لأمر ما. وفي العهد الجديد تستخدم كلمة “هاجيوس” اليونانية (ἅγιος)، والتي تعني نقي من كل جانب ويدعو لإثارة الإعجاب والإجلال والتبجيل والإكرام. وهكذا فكلمة قدوس أو قداسة الله لا تعني فقط أنه بلا خطية بل تعني أن “الله منفصلٌ وحده في فئة خاصة به، وليس بها غيره، فهو متميزٌ ومتفردُ ونقيٌ من كل جانب بشكل يثير الرهبة والمخافة والإعجاب والإجلال والتقدير والإكرام في سمو متعالٍ عن كل ما عداه”.
وإن ذهبنا للأصحاح السادس من سفر إشعياء حيث كُتبت العبارة الشهيرة «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ» (إش6: 3) وتفحَّصنا ما يحيط بها، سنجد الكثير جدًا من النور الإلهي يطل علينا من هذا النص، كاشفًا لنا أبعادًا في ذاك الإله العجيب الذي نعبده.