رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يخلط الكثيرون بين “قداسة الله” و“بر الله”، ويعتبر الكثيرون أن قداسة الله هي أن الله “بلا خطية” وأن بر الله هو أن الله “بلا خطية” أيضًا. ولكن للأسف رغم أن هذا المعنى صحيح بنوع ما، لكنه قاصر جدًا. إن هذا هو ما يسمى باللاهوت الكبادوكي، الذي اعتاد أن يصف الله عن طريق نفي بعض الصفات عنه، ويسمونه اللاهوت السلبي، فالله بلا خطية، وغير محدود، وغير محتوى، وغير متغير وهكذا... ولكن هذه الطريقة السلبية لوصف الله ليست من أفضل الطرق لفهم الله. إن علينا أن نلتزم بالتعابير الكتابية عندما نقترب من طبيعة الله وصفاته. إن وصف الله عن طريق نفي بعض الصفات عنه تضع الإنسان مقياسًا لله. بما أن الإنسان محدود ومحتوى ومتغير وبه خطية، فالله بالتالي غير محدود وغير محتوى وغير متغير وبلا خطية. وهكذا صار الإنسان المحدود مقياسًا لفهم الله. وهذا يعطي فكرة قاصرة تمامًا عن الله، لأنه يُظهر الله كأنه مشابه للإنسان، ولكنه فقط أفضل منه في كل جانب. إن كلمة “بر”، ولسنا في مجال دراستها، تتكلم عن استقامة السلوك بما يتفق مع مقياس سامٍ. وهي في الأصل تتحدث عن عدل الله، أي عن معاملاته العادلة البارة مع الآخرين. لذا فهي لا تعني فقط أنه بلا خطية، ولكن تعني أنه في تصرفاته وتعاملاته يتفق مع مقياس سامٍ جدًا عن كل مقاييس البشر. |
|