رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ، لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ [5]. يبدو كأن هذين العددين (4، 5) متناقضان، لكنهما في الواقع هما متكاملان. فإنه لا يليق بنا أن نجاوب الجاهل أو الأحمق حسب حماقته، أي بنقاش وحوار فيه روح السخرية والاستخفاف، أي حسب أسلوبه، فنكون بهذا قد انحدرنا نحن إلى مستواه الرديء بدلًا من أن ننتشله. فلا نقابل تهكمه بالتهكم، ولا نمتثل بما يحمله من روح الاستهتار. إنما لنجاوبه بروح الحزم والجدية لأجل بنياننا وبنيانه. التزم الشعب كأمر الملك حزقيا ألا يجيبوا ربشاقى الذي استخف بالله (2 مل 18: 36)، وهم بهذا تمموا نصيحة الحكيم في العدد 4. أما نحميا ففي حزم جاوب سنبلط الذي أراد تحطيم عمل البناء، قائلًا له: "لا يكون مثل هذا الكلام الذي تقوله، بل إنما أنت مختلقه من قلبك" (نح 6: 8)، ورفض الدخول معه في حوارٍ كطلب سنبلط: "هلم نتشاور معًا" (نح 6: 7). حينما يسأل إنسان عن وجود تناقضات في الكتاب المقدس، فإن كان الشخص يطلب للسخرية، فالحوار معه يتحول إلى مناقشات غبية، أما إذا كان جادًا في المعرفة فالحوار لازم، وكما يقول الرسول بطرس: "قدسوا الرب الإله في قلوبكم، مستعدين دائمًا لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعةٍ وخوفٍ" (1 بط 3: 15). نفس الأمر إن كان الحوار مع ملحد ينكر وجود الله، فإن القرار بالحوار أو عدمه يتوقف على إدراكنا لنية السائل. فبرفض الإجابة نحرص ألا ننزلق إلى حماقته، وبردنا عليه نود أن نحفظه من الحماقة التي سيطرت عليه. * يليق بنا أن نتعلم حسنًا في معرفة إيماننا، حتى متى سألنا أحد عنه نكون قادرين أن نقدم إجابة لائقة، وأن نفعل ذلك بوداعة وفي مخافة الرب. فإن من يفعل هذا كأن الله نفسه حاضر يسمعه. القديس ديديموس الضرير القديس أغسطينوس القديس كيرلس السكندري |
|