لا شيء يمكنه أن يُغيِّر محبة الله من نحونا. لقد اختبر بطرس هذا في يومه، فعرف أن إيمانه كان معرَّضًا للفشل والفناء حيث قال له الرب: «وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ» (لو22: 32)، ولكن لأن محبة المسيح غير متغيّرة فقد ردَّ نفسه وأعاده لخدمته مرة أخرى. وبطرس، الذي عرف شيئًا عن تغيّره وتزعزعه، تحدَّث عن ما يصنعه الله الثابت غير المتغير، فتحدث في الأصحاح الأول من رسالته الأولى عن ميراث لا يفنى (ع4)، وتحدَّث عن إيمان لا يفنى (ع7)، وعن ثمن الكفارة الذي لا يفنى (ع18)، ثم تحدَّث عن كلمة الله الحية الباقية والتي لا تفنى (ع31). ثم في أصحاح5: 4 تحدث عن إكليل مجد لا يفنى. وبطرس ذاته، الذي قال إن حياة المؤمن وكل امتيازاته مضمونة، لأن الله الثابت غير المتغير هو الذى يحفظ حياته ويضمن امتيازاته، حكي عن الإنسان في تغيره ولا شيئيته فقال: «لأَنَّ كُلَّ جَسَدٍ كَعُشْبٍ، وَكُلَّ مَجْدِ إِنْسَانٍ كَزَهْرِ عُشْبٍ. الْعُشْبُ يَبِسَ وَزَهْرُهُ سَقَطَ» (1بط1: 24).