* إذ نُضرب بالعمى لا نقدر أن نرى في ذواتنا شيئًا سوى الذنوب الكبيرة، ظانين أنه يلزمنا فقط أن نكون أنقياء من تلك الذنوب وحدها التي تستنكرها القوانين الدنيوية. فإذا ما رأينا أنفسنا قد تحررنا منها إلى حين، نظن أننا قد صرنا بلا خطية تمامًا... فلا نبصر البقع الكثيرة التي تتجمع معًا في داخلنا، وبالتالي لا ننزعها بالانسحاق المُنقذ، ولا نحزن عندما تصيبنا أفكار الغرور، ولا نبكي من أجل صلواتنا التي نرفعها في تراخٍ شديدٍ وفتورٍ. ولا نحسب شرود فكرنا أثناء الترنم بالمزامير والصلوات أنه خطأ. ولا نستحي من تصوراتنا لأمورٍ كثيرةٍ نخجل أن ننطق بها أو نمارسها أمام الناس والتي هي مكشوفة أمام البصر الإلهي. ولا نطهر فساد الأحلام الدنسة بالدموع الغزيرة... ولا نعتقد أن هناك أية خسارة تصيبنا عندما ننسى الله، مفكرين في أمور أرضية فاسدة، بهذا تنطبق علينا كلمات سليمان: "ضربوني ولم أتوجع، لقد لكأُوني ولم أعرف".